بنصب (نعل) ، فقد جعل النعل مما يثقله ، فعطفها على الصحيفة والرحل مما يخفف الرحل (١) ، فالنعل بعض هذه معنويا.
وقد تكون الجزئية من طريق الشبه بالبعضية ، كما تقول : أعجبتنى الجارية حتى كلامها ، فكلامها كالجزء منها ، حيث هو شديد الاتصال بها ، وضابط ذلك أن يحسن فى المعطوف والمعطوف عليه التركيب الاستثنائى المتصل ، لأنه فى الاستثناء المتصل يدخل ما بعد إلا فيما قبلها ، وكذلك العطف بحتى ، فلا تقول : أعجبتنى الجارية حتى ولدها ، لأنه لا يجوز أعجبتنى الجارية إلا ولدها على الاستثناء المتصل ، فمسمى الجارية لا يتناول ولدها (٢).
ومنه : خرج الصيادون حتى كلابهم. استضفت الزائرين حتى سياراتهم. أعجبت بالموظف حتى كتابته.
__________________
على التسهيل ٢ ـ ٤٥٢ / شرح التصريح ٢ ـ ١٤١ / شرح التحفة الوردية ٢٩٨ / الصبان على الأشمونى ٣ ـ ٩٧ / الدرر رقم ١٠٦٤ ، ١٦٤٠. (ألقى) فعل ماض مبنى على الفتح المقدر ، منع من ظهوره التعذر. وفاعله ضمير مستتر تقديره :هو. (الصحيفة) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (كى) حرف مصدرى ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. (يخفف) فعل مضارع منصوب ، وعلامة نصبة الفتحة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والمصدر المؤول فى محل جر بلام تعليل محذوفة. وشبه الجملة متعلقة بالإلقاء. (رحله) رحل : مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف وضمير الغائب الهاء مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (والزاد) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. الزاد : معطوف على رحل منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (حتى نعله) بنصب نعل يكون الإعراب : حتى حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. نعل : معطوف على الزاد منصوب وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف وضمير الغائب الهاء مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. ويجوز أن يكون نعل منصوبا بفعل محذوف يفسره الفعل المذكور. (ألقاها) ألقى : فعل ماض مبنى على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذز. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. وضمير الغائبة ها مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة مؤكدة ، أو مفسرة لا محل لها من الإعراب.
(١) قد يكون نصب (نعل) على إضمار فعل يفسره المذكور ألقى. وفى (نعل) رواية الرفع على أنه مبتدأ ، خبره الجملة الفعلية (ألقاها). وتكون حتى ابتدائية. وفى (نعل) الجر ، على أن (حتى) حرف غاية وجر ، وشبه الجملة متعلقة بالتخفيف ، وجملة (ألقاها) مؤكدة للجملة الفعلية الأولى.
(٢) شرح التصريح ٢ ـ ١٤١.