فالكماة معطوف على ضمير المخاطبين المفعول به المنصوب (كم) ، و (بنين) معطوف على ضمير المتكلمين المفعول به (نا). والعاطف فى الموضعين (حتى).
ملحوظة :
يجب أن يكون ذكر الغاية بـ (حتى) مفيدا معنويا ، وذلك كما ذكرنا من أمثلة سابقة ، لكنه لا يجوز القول : أتيتك الأيام حتى يوما ، لأن ذكر (حتى) وما بعدها لا يفيد فى المعنى.
ه ـ أن يكون المعطوف مشتركا مع المعطوف عليه فى العامل ، فإذا قلت : حضر الطلبة حتى محمد ، فإن المعطوف محمدا يشترك مع المعطوف عليه (الطلبة) فى الحضور ، لكنك إن قلت : صمت الأيام حتى يوم الفطر ؛ فإنه لا يصح ؛ لأن ما بعد حتى لا يشترك مع ما قبلها فى الفعل (صام) ، فيوم الفطر لا يصام فيه.
و ـ إذا عطف بها على مجرور ولم يتعين بها العطف فإنه يحسن أن يعاد حرف الجر مع المعطوف ، ليفرق به بين الجارة والعاطفة ، فتقول : اعتكفت فى الشهر حتى فى آخره ، حيث حلول (إلى) محلّها ، فلزم إعادة حرف الجر (فى) قبل المعطوف.
فإن تعينت للعطف فإنه لم يلزم إعادة حرف الجر ، وضابط ذلك ألا يصحّ حلول (إلى) محلّها ، كما فى القول : عجبت من القوم حتى بنيهم ، وقول الشاعر :
جود يمناك فاض فى الخلق حتى |
|
بائس دان بالإساءة دينا (١) |
__________________
(١) ينظر : / المساعد على التسهيل ٢ ـ ٤٥٣ / الصبان على الأشمونى ٣ ـ ٩٨ / المغنى رقم ٢٠٨.