مثال ذلك قوله تعالى : (فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً) [فصلت : ١١](١). لما أريد عطف (الأرض) على الضمير المجرور باللام (ها) الغائبة أعيد مع المعطوف ما جرّ المعطوف عليه ، وهو حرف الجرّ (اللام).
ويجعلون من ذلك ما أضيف إلى الاسم فجرّ بالإضافة ، ثم عطف عليه ، بشرط ألا يحدث التباس ، مثل قوله تعالى : (قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ) [البقرة : ١٣٣] حيث عطف (آباء) على ضمير المخاطب المتصل المجرور بالإضافة (الكاف) ، فأعاد معه ما جرّه ، وهو (إله).
والأفضل أن نجعل الجارّ والمجرور معطوفين على الجارّ والمجرور.
ملحوظة :
قد يحدث التباس إذا أعيد الجارّ الاسمىّ المعطوف عليه ، كما فى قولك : جاءنى أخوك ومحمد ، حيث إن الجائى أخ لك ولمحمد ، فإذا كررت المضاف إليه فقلت : (جاءنى أخوك وأخو محمد) توهم أن الجائى اثنان أخوان لا أخ واحد ، وهذا غير المقصود.
والثانى : ما ذهب إليه الكوفيّون ، ومن تبعهم من مثل أبى الحسن ويونس والشلوبين هو جواز ذلك فى السّعة مطلقا ، وهو كثير مما يجعله جوازا مطلقا.
من ذلك قراءة حمزة قوله ـ تعالى : (وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ) [النساء : ١] ، بجر الأرحام وعلامة جرها الكسرة ، ويؤول الجرّ بالعطف على ضمير الغائب (الهاء) المتصل المجرور بالباء (٢) ، وكان العطف على الضمير المجرور بدون إعادة حرف الجر.
وسمع قولهم : (ما فيها غيره وفرسه) ، بجر (فرس) عطفا على ضمير الغائب (الهاء) المجرور بالإضافة إلى (غير) ، وذلك دون إعادة الجار ، وهو مضاف.
__________________
(١) (طوعا أو كرها) مصدران وإقعان موقع الحال منصوبان ، والتقدير : طائعتين أو مكرهتين.
(٢) فى تعليل ـ قراءة الجر توجيه آخر مفاده أن الواو للقسم و (الأرحام) مقسم به مجرور بواو القسم.