ه ـ العطف على معمولى عاملين : ممتنع ـ على الوجه الأرجح ـ ، ويجيزه بعضهم مطلقا ، ويجيزه بعضهم إن كان أحد العاملين جارا ، شرط اتصال المعطوف بحرف العطف ، وهذا أحد قولى الأخفش ، لكن الامتناع أولى ، فإن سمع من ذلك شىء فإنه يؤول على تقدير عامل بعد العاطف ، فيكون من قبيل عطف الجمل ، كما فى القول : فى الدار زيد والحجرة عمرو ويجعلون منه قول أبى دؤاد الإيادى :
أكلّ امرئ تحسبين امرا |
|
ونار توقّد بالليل نارا (١) |
و ـ العطف على معمولات عاملين ممتنع ـ على الوجه الأرجح.
خامسا : العامل فى المعطوف :
لا خلاف بين النحاة فى أن العامل فى الجزء الأول من عطف النسق (المعطوف عليه) هو ما قبله من اسم أو فعل أو حرف ، أو عامل معنوى حسب مذاهب النحاة المختلفة.
لكنهم اختلفوا فى العامل فى الجزء الثانى من التركيب العطفى (المعطوف) على النحو الآتى :
ـ ذهب جماعة من النحاة ـ على رأسهم سيبويه وجماعة من البصريين ـ إلى أن العامل فى المعطوف هو العامل فى المعطوف عليه ، والحرف العاطف دخل بمعناه ،
__________________
(١) الكتاب ١ ـ ٣٣ / شرح ابن يعيش ٣ ـ ٧٩ / ٥ ـ ١٤٢ / المقرب ١ ـ ٢٣٧ / المساعد على التسهيل ٢ ـ ٤٧١ / الصبان على الأشمونى ٢ ـ ٢٧٣ / أوضح المسالك رقم ٣٥١ / الدرر رقم ١٢٥٤.
(أكل) الهمزة : حرف استفهام مبنى لا محل له من الإعراب. كل : مفعول به أول مقدم منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف و (امرئ) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (تحسبين) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ، وياء المخاطبة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (امرءا) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.
(ونار) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. نار : مضاف إلى اسم محذوف معطوف على كل مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (توقد) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هى. والجملة الفعلية فى محل جر ، نعت لنار. (بالليل) الباء : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. الليل : اسم مجرور بالباء ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بالتوقد. (نارا) معطوف على المفعول به الثانى امرءا منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.