هذا المجال يعفى من الوقوع فى القياس ، أو وجود غموض من حيث النفى والإثبات ، فمثل هذا المعنى يدور مع واقع الجملة نفيا أو إثباتا ؛ لأن إثبات الحدث أو نفيه لا يستكمل من خلال الفعل فقط ؛ وإنما يكون ذلك من خلال مضمون الجملة بركنيها ومتعلّقاتها ، لذا فمن الأفضل أن نستخدم مصطلحى (جملة الشرط) ، و (جملة الجواب).
والذى دعا النحاة إلى استخدام مصطلحى (فعل الشرط ، وفعل الجواب) هو دراستهم لأدوات الشرط والاهتمام بأثرها النحوى ، وهو الجزم لبعضها ، وعدم التأثير لفظا لبعضها الآخر. فنظروا إلى الفعل لأنه المتأثر بأداة الشرط أو غير المتأثر ، وربما نستطيع أن نلمس إدراك النحاة لفكرة الجملة متضامنة فى ما ذهب إليه بعضهم من أن هذه الأدوات تقتضى جملتين.
وترتبط أداة الشرط دائما بجملة الشرط ، فهما تابعان لبعضهما ، الأداة أولا ، وجملة الشرط ثانيا ، دون اعتداد بما قد يفصل بينهما من حروف ، وقد تذكر جملة الجواب بعدهما ، وقد تسبقهما ، وقد يتوسطانها ، وفى كل حالة تكون أداة الشرط وجملة الشرط متلازمتين ، فلا يمكن أن يقال مثلا : (أتيتنى) ويقصد بهذه الجملة جملة الشرط ، حيث تكون بصورتها هذه تامة المعنى ، ولكن لا بدّ من ارتباطها بأداة شرط ، وحينئذ لا يعطيان معنى مفهوما مقصودا ، فلو قيل «إن أتيتنى» لأصبح المعنى منقوصا غير مفهوم ولا مقصود ، فأداة الشرط تدخل على الجملة فتجعلها متعلقا عليها ، وحينئذ لا تفهم إلا بذكر المتعلّق بها ، وهو جملة الجواب ؛ لهذا فإن أداة الشرط وجملة الشرط وجملة الجواب جملة واحدة مركبة ، ومعنى متكامل مترابط ببعضه ، ولذا فإننا نؤثر استخدام مصطلح (التركيب الشرطى) ، حيث استلزم جملتين مرتبطتين ببعضهما باستخدام أداة شرط ، ومتناسقتين زمنيا ، والمعنى يفهم من خلال الأجزاء الثلاثة متكاملة
وطبيعة التركيب الشرطىّ معنويا هو ترتب حدث الجواب على حدث الشرط بمعنى أداة الشرط ، أى : إن أداة الشرط تربط بين الحدثين ربطا يختلف باختلاف ما وضعت له الأداة من معنى ، والربط بين الحدثين يستلزم ـ غالبا ـ الترتيب