أدوات الشرط ليست مقصورة على الجازمة ، بل يدخل فيها أدوات ليست بجازمة للمضارع ، وليست مؤثرة فيه نحويا ؛ وذلك لأن هذه الأدوات يتوافر فيها مفهوم الشرط ، وهو التعليق والترتيب ، وعلى ذلك فأدوات الشرط قسمان : أدوات شرط جازمة ، وأخرى غير جازمة.
ولقد آثرنا استخدام مصطلح (الأداة) ؛ لأن الأداة هى : ما يتوصل به إلى عمل ما ، وهذه الكلمات إنما يتوصل بها إلى أداء معنى الشرط والجزاء ، كما أنه يمكن أن يتوصل بها إلى الجزم ، هذا إلى جانب أنها تتنوع بين الأسماء والحروف ، ولذا فإن مصطلح الأداة يمكن أن يكون جامعا للقسمين معا. أقصد الأسماء والحروف ، وسنرى فيما بعد أن الجازمة تجمع بين الحروف والأسماء ، وأن غير الجازمة تجمع بينهما ـ كذلك.
أما من حيث أدوات الشرط الجازمة فقد قسمها" ابن عصفور" تقسيما شاملا فى قوله : " وجازم فعلين" ، وهو قسمان : حرف واسم ، فالحرف إذ ما ، وإن ، والاسم ما بقى ، وهو قسمان : ظرف وغير ظرف ، فغير الظرف : من ومهما وأىّ ، والظرف قسمان : زمانى ومكانى ، فالزمانى : متى وأيّان وأىّ حين ، وإذا فى الشعر ، والمكانى : أين وأنّى وأىّ مكان ، وحيث ، وهذه الأدوات منها ما تلزمه" ما" وهو : إذ وحيث (١). وليس كلّ ما يستفهم به يجازى به عند سيبويه ، ولكن أدوات الاستفهام هى ـ أيضا ـ أدوات جزاء ، فليس الأمر مقصورا عليها ، وإنما توجد معها أدوات أخرى فيقول : " وأما قول النحويين : يجازى بكل شىء يستفهم به فلا يستقيم ؛ من قبل أنك تجازى بإن وبحيثما وإذ ولا يستقيم بهن الاستفهام" (٢).
ولكن السيرافى فى شرحه على الكتاب يكمل ردّ" سيبويه" على النحاة بقوله : " قال أبو عمرو الجرمى ومن وافقه : لا يكون ما قال سيبويه ردا عليهم ؛ لأنهم لم يقولوا : لا تكون المجازاة إلا بما يستفهم به ، فيلزمهم هذا ، وإنما قالوا :
__________________
(١) المقرب ١ ـ ٢٧٣ / وانظر كذلك : الواضح ٩٤.
(٢) الكتاب ٣ ـ ٥٩ (بتصرف).