(وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً) [الفتح ١٦](١) ، جملة الشرط (تتولوا) ، وفعلها مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وجملة جواب الشرط (يعذبكم) وفعلها مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون.
(إذما):
للتعليق المطلق للزمن ، يختلف النحاة فى حرفيّتها ، فيذهب سيبويه وابن مالك ومن تبعهما إلى أنها حرف ، وذهب المبرد وابن السراج وأبو على ومن وافقهم إلى أنها باقية على اسميتها بعد دخول (ما) عليها ، وأن مدلولها من الزمان صار مستقبلا بعد أن كان ماضيا (٢).
و (إذ) مجردة من (ما) اسم ظرف ، ولكنها تصير إلى الحرفية ـ عند من يقول بحرفتيها ـ بعد أن تلحق بها (ما) ، واسمية (إذ) يستوجب إضافتها ، فلمّا كانت فى هذا الباب ـ باب المجازاة ـ جازمة وجب إلحاق (ما) بها حتى لا تضاف ، وبذلك نقلت من الاسمية إلى الحرفية ؛ لأنها فى اسميتها ملازمة للإضافة ، وفى حرفيتها احتمال لعملها الجزم فى الأفعال. وبذلك يفرق بين كونها مضافة ، وكونها جازمة عن طريق اسميتها وحرفيتها.
منه قول الشاعر :
وإنّك إذ ما تأت ما أنت آمر |
|
به تلف من إيّاه تأمر آتيا (٣) |
__________________
(١) (كما) الكاف : حرف جر مبنى لا محل له. (ما) حرف مصدرى مبنى لا محل له. (توليتم) فعل ماض مبنى على السكون وضمير المخاطبين مبنى فى محل رفع ، فاعل. والمصدر المؤول فى محل جر بالكاف ، وشبه الجملة (كما توليتم) فى محل نصب نعت لمفعول مطلق محذوف ، والتقدير : إن تتولوا توليا كتوليكم. (من قبل) حرف جر مبنى. قبل : اسم مبنى على الضم ؛ لأنه مقطوع عن الإضافة لفظا فى محل جر بمن. وشبه الجملة متعلقة بالتولى. (عذابا) مفعول مطلق منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.
(أليما) صفة لعذاب منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة.
(٢) ينظر : الكتاب ٣ ـ ٥٦ ، ٥٧ / رصف المبانى ١٤٨ / الجنى الدانى ١٩٠ / مغنى اللبيب ١ ـ ٨٧.
(٣) شفاء العليل ٣ ـ ٩٥٢ / شذور الذهب ٣٣٥ / شرح قطر الندى ١٢٢ / شرح ابن عقيل ٤ ـ ٢٨ / المساعد ٣ ـ ١٤٠.
(إنك) إن : حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب ، وضمير المخاطب مبنى فى محل نصب ،