(أين وأينما وحيثما وأنى):
تفيد التعلق المكانىّ المطلق ، أى : ارتباط حدثى الشرط والجواب ببعضهما ارتباطا مكانيا ، وتراتبهما على هذا المعنى ، وهى ظروف مكانية مبنية فى محل نصب بفعل الشرط الذى يليها ، تجزم الفعل المضارع ، فهى تجزم فعل شرطها ، وهو ينصبها ، ويشترط في (أين وحيث) زيادة (ما) بعدهما ، خلافا للفراء ، ومثالها : (وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) [البقرة : ١٤٤](١) ، جملة الشرط (كنتم) ، وجملة الجواب مقرونة بالفاء (فولوا). و (حيث) اسم شرط جازم ، مبنى على الضم ، فى محل نصب على الظرفية ، و (ما) حرف زائد ، لا محل له من الإعراب.
(أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً) [البقرة : ١٤٨] جملة الشرط (تكونوا) ، وفعلها مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وجملة الجواب (يأت) فعلها مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة.
(أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) [النساء : ٧٨] جملة الشرط (تكونوا) ، فعلها مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة فاعل ، وجملة جواب الشرط (يدرككم الموت) فعلها مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله (الموت) مرفوع.
وتقول : أنّى تسر تجد ما يسرّك. حيث فعل الشرط (تسر) مضارع مجزوم ، وفعل جواب الشرط (تجد) مضارع مجزوم ، وقد أفادت (أنى) التعليق المكانىّ المطلق بين الفعلين ، فهى اسم شرط جازم مبنى فى محلّ نصب على الظرفية المكانية.
وتقول : " أنّى تنزل تلق مودّة ، أنّى تزرع شجرة تفد البشرية. أنّى توجد فلتكن مصدر خير. ويذكر سيبويه : (وأنّى) تكون فى معنى : كيف وأين" (٢). ومنه قول لبيد :
__________________
(١) (شطر) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ؛ إن جعلت (ولى متعديا) لاثنين ، وإن جعلته متعديا لواحد ، فهو ظرف مكان منصوب.
(٢) الكتاب ٤ ـ ٢٣٥.