وقد ورد هذا التركيب فى قول ساعدة بن جؤية :
فاليوم إمّا تمس فات مزارها |
|
منا وتصبح ليس فيها مأرب (١) |
وقول عبد مناف بن ربع الجربى :
إن يقتلوا لم يخافوا القتل يومئذ |
|
فإنهم قتلوا عمرا ولم يخف (٢) |
تلحظ أن فعل الشرط مضارع مجزوم فى كلّ الأمثلة.
المتوسط بين فعلى الشرط والجواب :
قد يتوسط فعل مضارع فعلى الشرط والجواب ؛ ولهذا التوسط صورتان ، لأنه إما أن يكون مسبوقا بحرف عطف ، وإما أن يكون غير مسبوق بحرف عطف ، ذلك على النحو الآتى :
أ ـ المتوسط بالعطف :
إذا توسط فعل مضارع بين جملتى الشرط والجواب بالعطف ، أى : كان معطوفا على فعل الشرط المضارع ، وكانت أداة الشرط جازمة ، فإن إعرابه يمكن أن يوجه طبقا لحرف العطف الرابط ، وللمعنى المراد ، على النحو الآتى :
١ ـ الأصل فى الفعل المعطوف على فعل الشرط المجزوم أن يجزم مثله ، ويرجع سيبويه الجزم إلى العلة المعنوية ، حيث ربط حرف العطف بين الفعلين ربطا معنويا ، فقد أشرك الثانى فيما دخل فيه الأول إشراكا معنويا (٣) ، فكان الإتباع فى علامة الإعراب. فتقول : إن تأتنى فتسألنى أعطك ، أو : ثم تسألنى ، وذلك بجزم الفعل المعطوف بالفاء أو بثم (تسأل) بالعطف على فعل الشرط (تأت). ومن ذلك قول إياس بن سهم :
__________________
(١) ديوان الهذليين ١ ـ ١٨٣ / شرح السكرى ٣ ـ ١١١٤. (مأرب) اسم ليس مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.
(٢) شرح السكرى ٢ ـ ٦٧٧. جملة (قتلوا) فى محل رفع ، خبر إن. (ولم يخف) جملة فى محل نصب ، حال من عمرو ، (يخف) فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، وحرك بالكسر من أجل الروى.
(٣) ينظر : الكتاب ٣ ـ ٨٨.