يذكر سيبويه أن النصب فى هذا جيد ، أى : النصب فى (يثبت) بعد الفاء من أجل النفى ، فكأنه قال : من لا يقدم لم يثبت زلق ، أو : من لا يقدم مثبتا.
٣ ـ إذا كان المضارع المعطوف على فعل الشرط مرفوعا فإن حرف العطف يجب أن يكون الواو ، وتكون الجملة التى تكوّنه فى محل نصب على الحالية ، باحتساب اسم محذوف ، حيث لا يجوز أن تكون الجملة فعلية فعلها مضارع ؛ لأن واو الحال لا تدخل على المضارع المثبت المجرد من (قد) ، فتقول : من يأتنا ويسألنا نعطه.
(برفع يسأل) ، تريد : من يأتنا وهذه حاله نعطه (١) ، فالجملة الفعلية (يسألنا) فى محلّ رفع ، خبر لمبتدإ محذوف تقديره : هو ، والجملة الاسمية تكون فى محل نصب ، حال من فاعل (يأت).
ب ـ المتوسط بدون عاطف :
قد يكون المضارع المتوسط بين فعلى الشرط والجواب بدون ذكر حرف العطف ، وحينئذ يكون له وجهان يعتمدان على العلاقة المعنوية القائمة بين فعل الشرط المضارع والفعل المضارع المتوسط ، حيث يمكن أن يكون المعنى فيه ترادف أو تضمّن معنوى ، فيكون الثانى بدلا من الأول ، فيجزم جزمه. أو يكون المعنى غير قائم على الترادف ، فيرفع ، وتكون جملته فى محل نصب على الحالية.
من الأول قول عبد الله بن الحر :
متى تأتنا تلمم بنا فى ديارنا |
|
تجد حطبا جزلا ونارا تأجّجا (٢) |
حيث الفعل المضارع (تلمم) بدل من فعل الشرط (تأتنا) بدل اشتمال ـ على الأرجح ـ ولذلك فقد جزم جزمه. وفعل جواب الشرط هو المضارع المجزوم (تجد).
__________________
(١) ينظر : المقتضب ٢ ـ ٦٣.
(٢) الكتاب ٣ ـ ٨٦ / المقتضب ٢ ـ ٦١ / شرح ابن يعيش ٧ ـ ٥٣ ، ١٠ ـ ٢٠. شرح ألفية ابن معطى ٢ ـ ٨١٢. جزلا : غليظا ، وينسب إلى الحطيئة كذلك.