التابع لفعل جواب الشرط المجزوم المجرد من الفاء :
قد يتبع الفعل المضارع فعل جواب الشرط المضارع المجرد من الفاء ، ويكون ذلك فى صورتين :
أولاهما : يتبعه إتباع البدل ويكون ـ حينئذ ـ مجزوما ، من ذلك قوله تعالى : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً (٦٨) يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ) [الفرقان : ٦٨ ، ٦٩] ، الفعل المضارع (يضاعف) بدل اشتمال ـ على الأرجح ـ من فعل جواب الشرط المضارع المجزوم (يلق) ، فكان مجزوما.
وقد يرفع ـ على قراءة ابن عامر وأبى بكر ـ وتكون جملته ـ حينئذ ـ استئنافية ، أو فى محل نصب على الحالية من فاعل (يلق).
ومن أمثلة سيبويه فى ذلك : «إن تأتنا نحسن إليك نعطك ونحملك ، تفسر الإحسان بشئ هو هو ، وتجعل الآخر بدلا من الأول» (١).
ومنه قوله تعالى : (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ) [فاطر : ١٦]. حيث المضارع (يأت) مجزوم بالعطف على فعل جواب الشرط المجزوم (يذهب) ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة.
والأخرى : إتباعه إتباع العطف ، وفيه ثلاثة أوجه :
أ ـ الجزم : مع استعمال جميع أدوات العطف ، حيث يجزم المضارع المعطوف على جواب الشرط المضارع المجزوم ، من ذلك قول مليح بن الحكم :
ومن يتعلّق حبّ شمّاء أو تكن |
|
له شجنا يكثر حنينا ويشتق (٢) |
__________________
(١) الكتاب ٣ ـ ٨٧.
(٢) شرح السكرى لأشعار الهذليين ٣ ـ ١٠٠٢.
(من) اسم شرط جازم مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. جملة الشرط (يتعلق) فعلها مضارع مجزوم. (حب) منصوب على التوسع ، أو على نزع الخافض. (شماء) مضاف إلى حب مجرور ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه ممنوع من الصرف. (تكن) فعل مضارع معطوف على يتعلق مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، واسمه ضمير مستتر تقديره : هى ، (له) شبه جملة متعلقة بالشجن. (شجنا) خبر تكن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (حنينا) تمييز منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.