إهمال أداة الشرط الجازمة وإعمالها :
ذكر كثير من النحاة والباحثين قضية إهمال أداة الشرط الجازمة وإعمالها فى التركيب ، حيث تدخل بعض الأدوات العاملة أو غير العاملة نحويا فتجعل أداة الشرط الجازمة مهملة أو غير مهملة.
ويعلل سيبويه لحال الإهمال بذهاب معنى الجزاء ، ولم يكن الموضع الجديد ـ بعد دخول الأداة العاملة ـ من مواضع الجزاء ، حيث تعمل الأداة الداخلة على أداة الشرط ولا يجوز تعليقها.
نذكر فى هذا الموضع الأمثلة التى ذكرها سيبويه (١) ، كما نذكر حكم أداة الشرط من حيث الإهمال والإعمال بعد دخول الأدوات الأخرى عليها ، كما ذكرها سيبويه ، ثم نخرج بالنتائج بعد الاستقراء والتحليل.
أمثلة إعمال أداة الشرط :
(إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى) [طه : ٧٤]. إنه من يأتنا نأته. وقوله تعالى : (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ) [المائدة : ٧٢] ، كنت من يأتنى آته.
إعمال اسم الشرط فيما سبق للفصل بين (إنّ وكان) من جانب واسم الشرط (من). وكذلك : كان من يأته يعطه ، ليس من يأته يحببه.
__________________
مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين. (الله) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (فلا) الفاء حرف رابط الشرط بجوابه مبنى لا محل له. لا : نافية للجنس حرف مبنى لا محل له من الإعراب. (هادى) اسم لا النافية للجنس مبنى فى محل نصب. (له) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر لا النافية للجنس ، أو متعلقة بمحذوف خبرها. (ويذرهم) الواو استئنافية حرف مبنى لا محل له. يذر : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله مستتر تقديره : هو ، وضمير الغائبين مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (فى طغيانهم) جار ومجرور ومضاف إليه مبنى ، وشبه الجملة متعلقة بالضمة. (يعمهون) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، والجملة الفعلية فى محل نصب ، حال من ضمير الغائبين المفعول به.
(١) ينظر الكتاب ٣ ـ ٧١ : ٨٣.