إلا كلاما مستأنفا ، أو مبنيا على ذى خبر ونحوه ، كقولك : زيد إن يقم يقم أخوه ، وكذا جميع أسماء الشرط» (١).
وبالتمعن فى الأمثلة السابقة التى ذكرها سيبويه وتناقلها النحاة من بعده والتى تعرض أدوات الشرط الجازمة بين الإعمال والإهمال بعد دخول بعض الأدوات العاملة أو غير العاملة عليها ؛ نستطيع أن نضع قانونا عاما يحكم هذه القضية كما نستنتجه من خلال أمثلة سيبويه ، وهو :
أولا : إذا كان التركيب الشرطيّ يمثل ركنى الأداة العاملة التى تسبقه ؛ أى : إن الأداة التى تسبقه تتطلب جملة متكاملة تتمثل فى التركيب الشرطىّ ؛ أي : يكون التركيب الشرطىّ قائما مقام الجملة بعد الأداة العاملة ، فإن أداة الشرط تهمل ؛ لأن العمل يكون للأداة التي تسبقها ، وتكون أدوات الشرط حينئذ أسماء ، يمكن أن تكون اسما موصولا ، مثل : من ، وما ومهما ، وأىّ.
وهذه الأدوات العاملة هى : كان وأخواتها ، وإنّ وأخواتها ، وإنّ وأخوتها ، وإذ ، وإذا ، وأمّا ، وما. وكلّ من هذه الأدوات العاملة تحتاج إلى جملة تامة الركنين ، فتقع هذه الأدوات على جملتى الشرط والجواب وكأن كلّ جملة تقوم مقام ركن من ركنى الجملة ، ولا بدّ أن نعتبر أن أداة الشرط وجملة الشرط (فعل الشرط) بمثابة الركن الأول ، وأن جملة الجواب بمثابة الركن الثانى.
فبالإضافة إلى الأمثلة السابقة تقول : إنّ من يذاكر ينال الاحترام ، كان ما تقوم به من مؤازرة يحفّزنى على العمل. إذ أن كلا من (أن وكان) يحتاج إلى جملة تامة ، وليس ذلك إلا فى التركيب الشرطىّ ، فتهمل أداة الشرط ، وتتحول إلى اسم موصول له موقعه الإعرابى.
وتقول : أتذكر إذ من يخاصمنا لا نحقد عليه؟ ؛ حيث (إذ) تحتاج إلى جملة لتضاف إليها ، ولذلك فإن اسم الشرط يفقد المجازاة ، ويكون اسما موصولا ، ليمثل الركن الأول من الجملة المضافة إلى (إذ) ، ومثلها (إذا).
__________________
(١) شرح التسهيل ٤ ـ ٨٦.