ومنه أن تقول : فهمت اليوم درسا إن شرحته أفهمته غيرى ، حيث التركيب الشرطى (إن شرحته أفهمته) فى محل نصب ، نعت للمفعول به المنصوب (درسا) وتقول : هذه فرصة إن أحسنّا استخدامها كانت النتيجة خيرا.
النعت بشبه الجملة :
للنعت بشبه الجملة فإنه ـ إلى جانب ما ذكر سابقا من كون المنعوت بها نكرة ، وأن يكون مذكورا ـ يشترط فيها أن تكون تامة فى معناها مع منعوتها ، ومعنى التمام فى شبه الجملة أن يكون فى الوصف بها فائدة ، ذلك كما فى قوله تعالى : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) [التوبة : ١٢٨] ، شبه الجملة (من أنفسكم) فى محل رفع ، نعت لرسول ، أو متعلقة بنعت محذوف ، وفيها التمام لأنها أعطت فائدة للموصوف.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ) [المائدة : ٩٠].
(مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ ...) [محمد : ١٥].
(هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى) [النجم : ٥٦].
(وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ) [الأحقاف : ٢٩].
(لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ) [المائدة : ١١٥].
اسم الجثة والوصف بالزمان :
لا يوصف اسم الجثة أو الذات أو الهيئة بما فيه معنى الزمان ، لكن يوصف بالمكان. فتقول : أعجبت برجل عندك ، حيث شبه الجملة الدالة على المكان (عندك) فى محل جرّ ، نعت للنكرة (رجل). ولا يقال : أعجبت برجل مساء ،