ولا فى الصباح ، حيث لا يفيد الزمان عن اسم الجثة ؛ لأن الزمان لا يختص به اسم جثة عما عداها ، ولكن أسماء الجثث كلّها تشترك فى زمان واحد ، لكن كلّ جثة تختصّ بمكان دون غيرها ، فلا تشترك جثتان فى مكان واحد ، وهى فكرة عدم الإخبار بالزمان عن المبتدإ اسم الجثة.
الواو قبل النعت :
قد تسبق الواو الجملة إذا وقعت نعتا تأكيدا للصفة ، كما هو فى الحال ، وإلصاقا لها بمنعوتها ، وهذا ما ذهب إليه أبو البقاء العكبرى ، وتبعه الزمخشرى ، وقيل : ابن جنى ، واختار ذلك بعض من جاء بعدهم ، يجعلون من ذلك قوله تعالى : (وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ) [الحجر : ٤] ، حيث الجملة الاسمية (لها كتاب) نعت لـ (قرية) ؛ لأنها نكرة (١) ، ويجوز حذف الواو من الكلام لوجود الضمير ، وقد قرأها ابن أبى علبة بإسقاط الواو.
والأمر كذلك فى قوله تعالى : (وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ) [البقرة : ٢١٦] ، حيث الجملة الاسمية (وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) ، والجملة الاسمية (وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ) فى محلّ نصب ، ويجوز أن تكون صفة لشىء ، وساغ دخول الواو عليهما لما كانت صورة الجملة هنا كصورتها إذا كانت حالا (٢).
ويجوز أن تكون الجملة فى الموضع الأول فى محلّ نصب على الحالية ، وجاز أن يكون صاحب الحال نكرة فى هذا التركيب ؛ لأنها مسبوقة بالنفى ومسبوقة كذلك بحرف الجرّ الاستغراقى الزائد (من) ، فتكون نكرة مختصة.
كما يجوز أن تكون الجملتان فى الموضعين الآخرين منصوبتين على الحالية من النكرة ؛ لأن المعنى يقتضيه.
وفى قوله تعالى : (سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ) [الكهف : ٢٢] ، نجد أنّ الجملتين.
__________________
(١) إملاء ما منّ به الرحمن ٢ ـ ٧٢ / مشكل إعراب القرآن ٢ ـ ٤ / الدر المصون ٤ ـ ٢٨٧.
(٢) الموضع السابق.