القول فى بنيتهما :
اختلف فى (لو لا ولو ما) بين البساطة والتركيب ، فمن قائل ببساطتهما ، ومن قائل بأنهما مركبتان من (لو) و (لا وما) ، وقيل : إن (لو ما) فرع على (لو لا) ، حيث الميم مبدلة من اللام.
ثالثا : ما فيه معنى الشرط
يوجد بعض الكلمات التى تلمس فيها معنى الشرط لاقتضائها جملتين متعلقتين ببعضهما حدثيا ، وتستشعر فى معنى الجملة الثانية الجواب والجزاء لمعنى الجملة الأولى ، والنحاة يختلفون فيما بينهم فى كنهها ، وفى أدائها معنى الجزاء ، لذا آثرت أن أذكرها تحت هذا العنوان ، وهذه تجمع بين الحرفية والاسمية ، فالاسم منها : كلما ، وكيف ، والحرف منها ، أمّا ولمّا على خلاف.
وهاك تفصيلا لها :
(كلما):
فيها معنى الشرط ، حيث تقتضى جملتين فعليتين ، فعل كل منهما ماض ، تتراكب ثانيتهما على أولاهما ، وهى تفيد تعليق وقوع معنى الجملة الثانية على وقوع معنى الجملة الأولى تعليقا زمنيا تكريريا ، يتفقون على أنها منصوبة على الظرفية ، والعامل فيها الفعل الذى يوجد فى جملة جوابها ، ففى قوله تعالى : (يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ) [البقرة : ٢٠] ، (كل) ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وناصبه (مشى) ، واقتضى جملتين ، أولاهما (أضاء لهم) ، والأخرى (مشوا فيه) ، ولذلك فإن فيها معنى الشرط ، بخلاف ما إذا قلت : أقبّل يدى والدىّ كلّ صباح ، حيث (كل) منصوبة على الظرفية ، لكنها لا تحتمل معنى الشرط ، ولا تقتضى جملتين.
ويذكر أن كلا قد أفادت الظرفية من خلال إضافتها إلى (ما) وما بعدها من جملة فعلية ، حيث إن (ما) محتملة لوجهين (١) :
__________________
(١) ينظر : مغنى اللبيب ١ ـ ٢٠١.