فإذا عرّفت ما بعدها فقلت : أما العلم فعالم ، فإنه من الأفضل أن ترفع ما بعدها على الابتدائية ، خبره الجملة الاسمية بعد فاء الجواب ، والتقدير : ...
فهو عالم.
ومنه قول الرماح بن ميادة :
ألا ليت شعرى هل إلى أمّ معمر |
|
سبيل فأمّا الصبر عنها فلا صبرا (١) |
ويروى بالنصب على الحالية.
وكذلك : أما صديقا مصافيا فليس بصديق مصاف ، وأما عالما فعالم ، فيكون كل من (صديقا ، وعالما) منصوبا على الحالية ؛ لأنه صفة مشتقة.
د ـ معمول لمحذوف يفسرّه ما بعد الفاء : أى : ما يكون فى قضية الاشتغال من ذكر الضمير الذى يعود على اسم سبق العامل ، وقد اشتغل العامل بالضمير وذكر الاسم السابق منصوبا ، فتقول : أما محمدا فكافئه ، حيث يرى جمهرة النحاة أن (محمدا) منصوب بفعل محذوف ، يفسره الفعل المذكور بعد الفاء.
ومنه قراءة : (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ) [فصلت : ١٧] ، بنصب (ثمود) فى بعض القراءات (٢) على أن التقدير : وأما ثمود هديناهم فقد هديناهم. على أن (أما) لا يليها الأفعال.
وأما إذا قلت : أما محمدا فإنى مكافئ ، وأما فى القاعة فإن الطلاب يجلسون ، وأما اليوم فإنى زائرك ، فإن جمهور النحاة يرون أن ما بعد (أما) من معمول ليس لما بعد فاء الجواب ؛ لأن ما بعدها (إنّ) ، وخبر (إن) لا يتقدم عليها ، وبالتالى فإن معمول خبرها لا يتقدم عليها. لكننا نجد من النحاة (المبرد وابن درستويه والفراء) من يجيز ذلك.
__________________
(١) ينظر : الكتاب ١ ـ ٣٨٦ / أمالى الشجرى ٢ ـ ٣٤٩ / الخزانة ١ ـ ٢٨٦ / شواحق المغنى للسيوطى ٢٩٦ / الأغانى ٢ ـ ٨٩. وفيه أم جحدر.
(٢) قراءة ابن عباس وابن إسحاق والأعمش والحسن وابن هرمز وعاصم. (الدر المصون ٦ ـ ٦٣).