حيث اسم الشرط (من) فى الشطرين فى محل رفع ، مبتدأ.
ومن ذلك الأفعال الناقصة التى تضمّن التركيب اسمها وخبرها فيعرب اسم الشرط مبتدأ كذلك ، كما ورد فى قول إياس بن سهم بن أسامة بن الحارث :
أخيّر أصحابى فمن كان منهم |
|
خسيسا على أجزائه زيد أعظما (١) |
جملة الشرط (كان منهم خسيسا) جملة فعلية فعلها ناقص (كان) ، وقد تضمنت الجملة اسمه (ضمير الغائب المستتر) ، وهو عائد على اسم الشرط ، وخبره (خسيسا) فيعرب اسم الشرط (من) مبتدأ فى محل رفع.
ومنه أن يكون الفاعل مضافا إلى الضمير العائد على الاسم الموصول ، مع ذكر ما يحتاج إليه فعل الشرط من مفعول به أو أكثر ، كأن تقول : من يكرم أبوه ابنا لى أكرمه.
٣ ـ يوجد تركيب يكون فيه اسم الشرط مبتدأ بالضرورة ، لكن كتب النحاة لم تذكره ، وذلك إذا كان فعل جملة الشرط متعديا ولا مفعول له ، ولكن اسم الشرط لا يتحمل معنى المفعولية ، كأن تقول : من يقرأ يستفد ، حيث (يقرأ) فعل الشرط متعد ولا مفعول له لكن معنى اسم الشرط ـ وهو عاقل ـ لا يحتمل معنى المفعول به ؛ لأن المقروء لا يكون عاقلا ، وإنما يكون شيئا معينا فيكون اسم الشرط مبتدأ ، ومن ذلك قول مالك بن الحارث :
ومن تقلل حلوبته وينكل |
|
عن الأعداء يغبقه القراح |
حيث (تقلل) فعل الشرط متعدّ ، والفاعل مضاف إلى ضمير اسم الشرط ، ولا يوجد مفعول به ، لكن اسم الشرط (من) لا يحتمل معنى مفعولية الإقلال ؛ لأن إقلال الحلوبة يكون إقلالا للبنها. فيعرب اسم الشرط مبتدأ.
ومنه قوله تعالى : (وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها) [يونس : ١٠٨] ، حيث (من) اسم شرط فى محل رفع مبتدأ ، مع أن فعل الشرط متعدّ ، ولا يوجد مفعوله ،
__________________
(١) شرح السكرى لأشعار الهذليين ٢ ـ ٥٤. الخسيس : القليل ، الأعظم : يريد العظم وهو النصيب ، وكل نصيب من الجزور فى الأيسار عظم.