الصلة ، أو جملة النعت للاسم المبهم ، أما جملة الجواب فهى الجملة التى لا يتمّ المعنى إلا بها ، ولا يصلح معنى جملة الشرط مع الأداة إلا بمعناها ، وبذلك فإنها من حيث الجانب المعنوى تكون جملة الخبر.
أما من حيث الجانب اللفظى فإنها يجب أن تتضمن ضميرا يعود على اسم الشرط ، كما يكون ذلك جملة الخبر ، وإن وجد ما لم يتضمّن ضمير الربط فإنه يلتمس بالتقدير ، كما فى قول أبى المثلّم :
أصخر بن عبد الله من يغو سادرا |
|
يقل ـ غير شكّ ـ لليدين وللفم (١) |
جملة جواب الشرط الجملة الفعلية (يقل) ، وتقديرها : يقل له : قع لليدين ، فتضمنت ضميرا مقدرا ، ومثله قول بدر بن عامر :
ومن كان يعنيه مقاذعة امرئ |
|
ثاو بمعركة فما يعنينى (٢) |
جملة جواب الشرط جملة (فما يعنينى) تقديرها : فما يعنينى مقاذعته. أو : فما يعنينى فعله ، أو : هو ، ولذلك فإننا نلمس فيها ضميرا يعود على اسم الشرط.
لذلك فمن الأرجح أن تكون جملة جواب الشرط خبر اسم الشرط إذا كان مبتدأ.
المشكل هنا أن جملة جواب الشرط تكون فى محلّ جزم إذا كانت مقترنة بالفاء ، وخبر المبتدإ يكون فى محلّ رفع ، فيجتمع فى الجملة محلان : جزم ورفع ، لكنه يمكن أن نجعل الخبر معنويا ، أى : نذكر أن جملة الجواب فى محلّ جزم ، وهى خبر المبتدإ فى المعنى ، كما نذكر فى إضافة الفاعل إلى المصدر أو الصفة المشتقة أو ، إضافة المفعول به إليهما.
ثالثا : يكون اسم الشرط فى محلّ نصب على المفعولية :
وذلك إذا كان فعل الشرط متعديا ، ولا يذكر المفعول به أو أحدها ، ويتحمل اسم الشرط معنى هذه المفعولية غير المذكورة ، وتلحظ ـ حينئذ ـ أن الفاعل غير
__________________
(١) ديوان الهذليين ٢ ـ ٢٢٦ / شرح السكرى ١ ـ ٢٦٧. السادر : الراكب رأسه فى غيّه كأنه لا يعقل ، لليدين وللفم : أى : قع على يديك وعلى فمك.
(٢) ديوان الهذليين ٢ ـ ٢٢٦ / شرح السكرى ١ ـ ٤١٩.