اسم الشرط أو ما يعود عليه. مثال ذلك قولك : من تكرم أكرمه ، (تكرم) فعل الشرط متعدّ ، ولا يوجد مفعوله واسم الشرط (من) للعاقل يحتمل معنى الإكرام ، فيكون (من) اسم شرط جازما مبنيا فى محلّ نصب مفعول به.
ومثله أن تقول : ما يفعل محمود أحذر منه ، وتقول : من تعط صدقة يدع لك بالخير ، حيث فعل الشرط (تعط) متعدّ إلى مفعولين ، ولم يذكر فى جملة الشرط إلا مفعول به واحد (صدقة) ، والفاعل ضمير مستتر تقديره (أنت) ، وهو غير اسم الشرط ، واسم الشرط يحتمل معنى المفعولية الثانية ، وهو : وقوع الإعطاء ، أو : أخذ الصدقة ، إذن ؛ يعرب اسم الشرط مفعولا به أول فى محلّ نصب.
وقد يكون اسم الشرط فى محلّ نصب ، المفعول به المكمل لثلاثة مفعولين ، كأن تقول : من تنبئ عليا مسكينا يعطه صدقة ، ومن تعلم محاضرة النحو ملقاة يهرع إليها ، من تخبّر الأذان قائما يتوجّه إلى الصلاة.
ومنه قول المتنخل :
إذا سدته سدت مطواعة |
|
ومهما وكلت إليه كفاه (١) |
(مهما) اسم شرط مبنى جازم فى محلّ نصب ، مفعول مقدم ؛ لأن فعل الشرط (وكلت) متعدّ ، والفاعل غير اسم الشرط ، واسم الشرط يتحمل معنى المفعولية.
تأمل ما يأتى : (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) (البقرة : ٢٦٩](٢) ، (وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْها) [آل عمران : ١٤٥]. (وَمَنْ يَفْعَلْ
__________________
(١) ديوان الهذليين ٢ ـ ٣٠ / شرح السكرى ٣ ـ ١٢٧٧ ، أى : إذا كنت فوقه أطاعك ولم يحسدك.
(٢) (من) اسم شرط جازم فى محل رفع ، مبتدأ. (يؤت) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. (الحكمة) مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة (فقد) الفاء واقعة فى جواب الشرط. قد : حرف تحقيق مبنى لا محل له. (أوتى) فعل ماض مبنى على الفتح مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو ، والجملة الفعلية فى محل جزم جواب الشرط. (خيرا) مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة. (كثيرا) نعت لخبر منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.