رابعا : اسم الشرط بين الرفع والنصب :
قد يكون اسم الشرط جائزا فيه الرفع والنصب ، وذلك إذا شغل الشرط بضمير اسم الشرط ، من ذلك قول أبى العيال :
إنّى أتانى عنك قول قلته |
|
مهما تقله يؤذنى ويسونى (١) |
فعل الشرط (تقل) قد ذكر مفعوله ، وهو ضمير الغائب العائد على اسم الشرط (مهما ، فإذا جعلت الضمير مؤكدا أو لغوا فإن اسم الشرط (مهما) يكون فى محلّ نصب ، مفعول به لفعل الشرط ، وإذا جعلت الضمير هو المفعول به فإن اسم الشرط يكون فى محلّ نصب ، مفعول به لفعل محذوف ، يقدر من جنس فعل جملة الشرط.
ومثل ذلك قول أبى جندب :
أحصّ فلا أجير ومن أجره |
|
فليس كمن تدلّى بالغرور (٢) |
حيث فعل الشرط المتعدى (أجر) ذكر مفعوله ضمير الغائب (الهاء) العائد على اسم الشرط ، فيعرب اسم الشرط مفعولا به فى محل نصب ، أو مبتدأ فى محلّ رفع ، وهو الأرجح.
دخول أدوات الشرط على بعض الحروف
قد تدخل أداة الشرط أو يلحق بها أداة عاملة نحويا ، أو أخرى غير عاملة لأداء دلالة خاصة بهذه الأداة ، فإذا كانت الأداة اللاحقة عاملة فإن أثر الإعراب فى فعل الشرط ، يكون لها وهى (لم) ، وإذا كانت غير عاملة فإن الأثر الأعرابىّ يكون لأداة الشرط ، وهى : لا ، وما. ذلك على التفصيل الآتى :
__________________
(١) شرح السكرى لأشعار الهذليين ١ ـ ٤١١.
(قول) فاعل مرفوع. وجملة (أتانى قول) فى محل رفع ، خبر إن. جملة (قلته) فى محل رفع ، نعت لقول.
(٢) ديوان الهذليين ٣ ـ ٩١ / شرح السكرى ١ ـ ٣٥٥ وبه يدلى. أحص : أمتنع وآبى.
جملة (فليس كمن) فى محل جزم جواب الشرط.