أ ـ دخول أداة الشرط الجازمة على (لم):
(لم) أداة نفى وجزم للفعل المضارع ، أى : إلى جانب أنها تنفيه فإنها تجزمه ، وتقلب زمنه إلى الماضى ، وقلب الفعل المضارع المسبوق بـ (لم) ماض معنوى.
فعند ما تذكر أداة الشرط الجازمة قبل (لم) ، ويذكر بعدهما فعل مضارع ، فإن المضارع يجزم وهو مسبوق بعاملى جزم ، ففى قول جنوب أخت عمرو ذى الكلب :
وكلّ قبيل وإن لم تكن |
|
أردتهم منك باتوا وجالا (١) |
اجتمعت أداة الشرط الجازمة (إن) وأداة جزم الفعل المضارع (لم) ، وجزم الفعل المضارع (تكن) بعدهما. ولما كان المضارع بعد (لم) يكون ماضيا معنويا وأدوات الشرط الجازمة لا تؤثر فى الماضى نحويا ، و (لم) جازمة بالضرورة للفعل المضارع ؛ وهى مختصة به دون أدوات الشرط التى تدخل على المضارع والماضى ، ولا يجوز أن يفصل بين (لم) والفعل المضارع (٢) ، وهى مختصة به دون أدوات الشرط ، كانت (لم) هى الجازمة للفعل المضارع دون أداة الشرط التى تسبقها ، وهذا يتفق مع تعليل سيبويه لذلك ؛ بأن (لم أفعل) ماض معنوىّ ، فهو نفى (فعل) (٣) ، ونعلم أن أداة الشرط الجازمة لا يظهر تأثيرها فى الفعل الماضى.
وقد اجتمعا فى قول أبى المثلّم الهذلى :
أصخر بن عبد الله قد طال ما ترى |
|
ومن لم يكرّم نفسه لم يكرّم |
__________________
(١) ديوان الهذليين ٣ ـ ١٢٣ / شرح السكرى ٢ ـ ٥٨٦. (كل) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (وإن) الواو للإحاطة حرف مبنى. إن : حرف شرط جازم مبنى. (لم) حرف نفى وجزم وقلب مبنى لا محل له (تكن) فعل الشرط مضارع مجزوم بعد لم ، وعلامة جزمه السكون. واسمه ضمير مستتر تقديره : أنت.
(أردتهم) فعل ماض وتاء الفاعل ، والضمير مفعول به مبنى ، والجملة الفعلية فى محل نصب ، خبر تكن ، وجملة جواب شرط إن محذوفة دل عليها جملة (كل قبيل باتوا). (باتوا) فعل ماض مبنى على الضم ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، اسم بات. (وجالا) خبر بات منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر المبتدإ (كل).
(٢) اللباب ٢ ـ ٤٧٣.
(٣) الكتاب ٤ ـ ٢٢٠.