فعل الشرط (تكونوا) وفعل الجواب (يأت) ، وعلامة جزم الأول حذف النون ، أما علامة جزم الثانى فهى حذف حرف العلة. ولا أثر إعرابيّا لـ (ما).
ومنه : (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة : ٣٨](١).
وقد ذكر النحاة أن (ما) فى هذه المواضع تفيد معنى التوكيد (٢) وهى زائدة ، ويجعلها بعض النحويين زائدة ولغوا ، ولا يسميها صلة ولا زائدة ؛ «لئلا يظنّ ظانّ أنها دخلت لغير معنى ألبتّة وإنما يعرف أن الحرف صلة زائدة فى الكلام بأن حذفه لا يخلّ بالمعنى» (٣) ، ويجعلها الزمخشرى مفيدة للإبهام ، فتزيد ما تلحق به إبهاما (٤).
ونظرة إلى مدلول أدوات الشرط وما فيها من معنى الإبهام وتعليق حدثين على بعضهما ، مع إفادة المعنى الآخر المستفاد من مدلول أداة الشرط ، وما فى الشرط من معنى الجزم ؛ أى : الحتمية والضرورة ، ومعنى الجواب والجزاء المترتب على ما هو
__________________
(١) (إما) إن : حرف شرط جازم مبنى لا محل له من الإعراب. ما : حرف زائد يفيد التوكيد مبنى. (يأتينكم) فعل الشرط مضارع مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المباشرة فى محل جزم ، والنون للتوكيد حرف مبنى لا محل له ، وضمير المخاطبين مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (منى) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالإتيان .. (هدى) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر.
(فمن) الفاء حرف رابط بين الشرط وجوابه مبنى لا محل له من الإعراب. (من) : اسم شرط جازم مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. خبره : جملتا الشرط (تَبِعَ هُدايَ) ، والجواب (فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ). (تَبِعَ هُدايَ) فعل الشرط ماض مبنى على الفتح ، وفاعله مستتر تقديره : هو. هداى : مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، وضمير المتكلم مبنى فى محل جر بالإضافة. (فلا) الفاء حرف رابط بين الشرط وجوابه ، ولا : حرف مبنى. (خوف) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، خبره شبه جملة (عليهم) والجملة الاسمية فى محل جزم ، جواب شرط (من) ، والتركيب الشرطى (من تبع (هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) فى محل جزم ، جواب شرط (إن). (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) حرف عطف وحرف نفى مبنيان ، وضمير مبتدأ مبنى ، وجملة فعلية فى محل رفع ، خبر المبتدإ. والجملة فى محل جزم بالعطف على جملة جواب شرط (من).
(٢) ينظر : الكتاب ١ ـ ٢٩٤ / ٣ ـ ٥١٥ ، ٤ ـ ٢٢١ ، وينظر : الكشاف ١ ـ ٥٦٠ ، ٢ ـ ٣٢٩ / الجنى الدانى ٣٣٢
(٣) الهروى ، الأزهية ٧٦.
(٤) المفصل ١٧٣.