شرط حدوثه ـ إن نفيا وإن إيجابا ـ من كل ذلك نجد أن (ما) تلحق بأداة الشرط لتعطى معنى اتساع الحدث ، أى : تعليق المعنى الآخر على المعنى الأول تعلقا متسعا ليس لمرة واحدة ، وإنما لمرات عديدة ، وليس ذلك دلالة على زمان ، وإنما هو دلالة على تضامن الحدثين. وهذا ما عنيته بمصطلح (اتساع الحدث) (١). وفى رأيى أنه يحتوى معنى التوكيد وزيادة.
ويثير النحاة قضية توكيد فعل الشرط بالنون إذا كان شرطا لـ (إن) الملحق بها (ما) بين الوجوب والجواز ، حيث يذهب المبرد والزجاج إلى أن الفعل الواقع بعد (إن) الشرطية المؤكدة بـ (ما) يجب تأكيده بالنون ، أما سيبويه فقد ذهب من قبلهما إلى الجواز. حيث يذكر : «وإن شئت لم تقحم النون ، كما أنك إن شئت لم تجئ بها» (٢).
وقد جاء فى الشعر كثيرا غير مؤكد. من ذلك قول الشاعر :
يا صاح إما تجدنى غير ذى جدة |
|
فما التخلّى عن الخلان من شيمى (٣) |
__________________
(١) ينظر الجملة الشرطية فى شعر الهذليين ص ٢٥٥ وما بعدها ، رسالة ماجستير للمؤلف بكلية الآداب جامعة القاهرة ١٩٧٧.
(٢) الكتاب ٣ ـ ٥١٥.
(٣) شرح التصريح ٢ ـ ٢٠٤.
(يا) حرف نداء مبنى لا محل له من الإعراب. (صاح) منادى منصوب بالفتحة المقدرة على الحرف المحذوف للترخيم ، وما أضيف إليه من ضمير المتكلم محذوف. (إما) حرف شرط جازم مبنى ، وما :المؤكدة الموسعة حرف مبنى. (تجدنى) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون. والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنت. والنون للوقاية حرف مبنى ، وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، مفعول به أول. (غير) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، على أن (وجد) فعل قلبى. (ذى) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الياء ؛ لأنه من الأسماء الستة. (جدة) مضاف إلى ذى مجرور وعلامة جره الكسرة. (فما) الفاء حرف رابط بين الشرط وجوابه مبنى. ما : حرف نفى مبنى (التخلى) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة. (عن الإخوان) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بالتخلى. (من شيمى) جار ومجرور ومضاف إليه ، وشبه الجملة فى محل رفع خبر المبتدإ ، أو متعلقة بخبر محذوف ، والجملة الاسمية فى محل جزم ، جواب الشرط.