ونختار هذا الرأى تمشيا مع رأينا فى عدم اختصاص أدوات الشرط غير الجازمة بالأفعال ، وعدم تأثيرها فيها ، وبالتالى فإنه يجوز لها أن تدخل على الجملة الاسمية ، وما يذكر بعدها من اسم فإنه يكون مبتدأ بالضرورة ، لكن جمهور النحاة أضافوا إلى ذلك أن (لو لا) خاصة بالاسم دون الفعل.
خبر المبتدإ الواقع بعد (لو لا):
إذا اخترنا أن الاسم الواقع بعد (لو لا) مبتدأ ، فما خبره؟ :
ـ يذهب سيبويه إلى أن الخبر محذوف ، وذلك لكثرة استعمالهم إياه فى الكلام (١). وتبع سيبويه الكثيرون ؛ لأنه ليس أمامهم إلا الحذف ، ولكنهم اختلفوا فى اتجاه هذا الحذف على النحو الآتى (٢) :
ـ من النحاة من يذهب إلى وجوب الحذف المطلق للخبر ، ويشترطون كون الخبر كونا مطلقا.
ـ بعضهم فصّل فى ذلك ، إن كان خبر ما بعد (لو لا) كونا مطلقا وجب حذفه.
فإن كان كونا مقيدا لم يدلّ عليه دليل وجب ذكره ، كقوله ـ صلّى الله عليه وسلّم : «لو لا قومك حديث عهدهم بكفر لنقضت الكعبة فجعلت لها بابين» (٣).
ومنه قول الزبير بن العوام :
فلو لا بنوها حولها لخبطتها |
|
كخبطة عصفور ولم أتلعثم (٤) |
__________________
(١) ينظر : الكتاب ٢ ـ ١٢٩.
(٢) ينظر : المقتضب ٣ ـ ٧٦ / المقرب ١ ـ ٨٤ / مغنى اللبيب ١ ـ ١٩٨ / الجنى الدانى ٦٠٠ / شرح التصريح ٢ ـ ٢٦٣.
(٣) أخرجه البخارى ١ ـ ٤٣ / ومسلم ٢ ـ ٩٦٨ / وذكره ابن كثير فى البداية ١ ـ ٢٦١.
(٤) (بنوها) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، وهو مضاف ، وحذفت النون من أجل الإضافة ، وضمير الغائبة مبنى فى محل جر بالإضافة ، (حولها) ظرف مكان منصوب ، ومضاف إليه مبنى ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر المبتدإ ، أو : متعلقة بخبر محذوف. وجملة جواب الشرط (لخبطتها). (كخبطة) جار ومجرور ، وشبه الجملة فى محل نصب ، نعت لمصدر محذوف. (ولم أتلعثم) جملة فعلية فى محل نصب ، حال من ضمير الفاعل فى (خبطت).