(ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ) [فاطر : ٢].
(فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ) [محمد : ٣٨](١).
أما قوله تعالى : (وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً) [البقرة : ١٢٦]. ففيه جملة جواب الشرط ـ إذا كانت (من) اسم شرط ـ هى (فأمتعه) ، وهى مصدرة بالفاء ؛ لأن تقديرها جملة اسمية ، وهى : فأنا أمتعه ، ولذلك قرنت بالفاء ، ويقال : إنه حسن اقترانها بالفاء لكون فعل الشرط ماضيا.
ويجوز أن تجعل (من) موصولة ، وجملة الصلة هى الفعلية (كفر) ، ودخلت الفاء على جملة الخبر (فأمتعه) لكون المبتدإ أشبه بالشرط.
ومثله : (وَمَنْ عادَ فَيَنْتَقِمُ اللهُ مِنْهُ) [لمائدة : ٩٥] ، حيث جملة جواب الشرط تقديرها : فهو ينتقم الله منه ، وهى اسمية ، ويجوز أن تكون الجملة خبرا للمبتدإ الاسم الموصول (من).
ومثله : (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى) [طه : ١٢٣] ، أى : فهو لا يضل.
وكذلك : (وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها) [الأنعام : ١٦٠] ، أى : فهو لا يجزى ...
وكذلك : (فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً) [لجن : ١٣] ، أى : فهو لا يخاف ...
(أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ) [الزمر : ١٩].
__________________
(١) (من) الأولى : اسم موصول مبنى فى محل رفع ، مبتدأ مؤخر. وصلته الجملة الفعلية (يبخل). وخبره المقدم شبه الجملة (منكم). (من) الثانية : اسم شرط جازم مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. جملة شرطه (يبخل). جملة جوابه (فَإِنَّما يَبْخَلُ) ، وهى مقرونة بالفاء. الفعل المضارع (يبخل) فى الموضع الأول مرفوع ؛ لأنه فى صدر جملة الصلة ، وفى الثانى مجزوم ؛ لأنه فعل جملة الشرط ، وفى الثالث مرفوع ؛ لأنه بعد (إن) المكفوفة بما.