[النور : ٣٥] ، حيث (شرقية وغربية) نعتان لزيتونة ، وهما مجتمعان فيها ومتناقضان ، لذلك اجتمعا بالنفى ، ولزم تكرار (لا).
ومثله قوله تعالى : (قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ) [البقرة : ٦٨] ، (فارض وبكر) نعتان لبقرة ، الثانى منهما معطوف على الأول ، ومنفيان عن المنعوت ، فلزم تكرار حرف النفى (لا).
ومنه أن تقول : جاءنى رجل لا طويل ولا قصير ، نحن مجتمع لا شيوعىّ ولا رأسمالىّ.
ومنه قوله تعالى : (وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (٣٢) لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ) [الواقعة : ٣٢ ، ٣٣].
وقوله تعالى : (وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (٤٣) لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ) [الواقعة : ٤٣ ، ٤٤] ، حيث شبه الجملة (من يحموم) فى محلّ جر ، نعت لظل ، ولما وصف الظلّ بالنعت المنفىّ (لا بارد) وجب أن تذكر صفة أخرى بعدها مسبوقة بلا النافية ، وقبل ذلك كان المنعوت نكرة.
ومنه قوله تعالى : (انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ (٣٠) لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللهَبِ) [المرسلات : ٣٠ ، ٣١] ، (ذى) نعت بالاسم لظل ، فلما وصف مرة أخرى باسم منفى بلا ، وهو (لا ظليل) ، كررت (لا) ملحقا بها نعت آخر ، وهو الجملة الفعلية (لا يغنى).
ج ـ قد يكون مشكوكا فى الصفة ، فتؤتى مسبوقة بإمّا مكررة ، كقولك : هذا رجل إمّا جاهل وإما متجاهل ، مظهر هذا الفتى يدلّ على أنه فتى إما فقير وإما مسكين. إنك لطالب إما غافل وإما مستهتر ، وكلاهما عيب. لا بد من حساب إما شديد وإما يسير (١).
ما يصحّ أن يكون نعتا أو منعوتا
تنقسم الأسماء من حيث صلاحها لأن تكون نعتا أو منعوتا إلى أربعة أقسام :
__________________
(١) ينظر : المساعد : ٢ ـ ٤١٧.