حذف فعل الشرط :
يذكر حذف فعل الشرط إذا تذكرنا تركيبين :
أولهما : ما هو فى قوله تعالى : (إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ) [النساء : ١٧٦] ، حيث يقدر البصريون فعلا محذوفا بعد أداة الشرط يفسره الفعل المذكور ، ومثله : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) [الانشقاق : ١] ، ومنه ما ذكرناه فى قسم (الاسم بعد أداة الشرط) ، وقد أودعناه الرأى.
أما الكوفيون فإنهم لا يقدرون محذوفا ، بل إن الفاعل هو الذى تقدم فعله ، وعلى قول للأخفش يقدر الاسم الذى يلى أداة الشرط مبتدأ.
والآخر : ما ذكر فى كتاب سيبويه من تقدير المحذوف فى القول (١) : الناس مجزيون بأعمالهم ، إن خيرا فخير ، وإن شرّا فشرّ ، والمرء مقتول بما قتل ، إن خنجرا ، فخنجر ، وإن سيفا فسيف. حيث يقدر فعل محذوف تقديره : إن كان خيرا فخير ، وإن كان شرا فشر ، وإن كان خنجرا فخنجر ، وإن كان سيفا فسيف.
وبذلك فإن الفعل المحذوف هو فعل الشرط.
ومنه قول ليلى الأخيلية :
لا تقربنّ الدهر آل مطرّف |
|
إن ظالما فيهم وإن مظلوما (٢) |
أى : إن كنت ظالما ، وإن كنت مظلوما.
وقول النعمان بن المنذر :
قد قيل ذلك إن حقا وإن كذبا |
|
فما اعتذارك من شىء إذا قيلا (٣) |
أى : إن كان حقا ، وإن كان كذبا ...
__________________
(١) الكتاب ١ ـ ٢٥٨ ، ٣ ـ ١١٣ / وينظر : الخصائص ٢ ـ ٣٦٠.
(٢) الأمالى الشجرية ١ ـ ٣٤١ / ارتشاف الضرب ٢ ـ ٩٧.
(٣) الأمالى الشجرية ١ ـ ٣٤١ / ارتشاف الضرب ٢ ـ ٩٦.