ويذكر أن هذا الحذف لا يكون إلا فى مثل هذا التركيب ، المكون من (إن) متلوة بـ (لا) النافية ، ومنهم من يردّ ذلك.
حذف جملة الشرط مع الأداة :
يكون حذف جملة الشرط مع الأداة مطردا فيما يسمى بالشرط بلا أداة ، وقد درس فى موضعه ، حيث يقدر أداة شرط وجملة شرط محذوفتان قبلّ الجزاء المذكور بعد الطلب أو ما فى معناه ، نحو القول : احفظ الله تجده تجاهك ، والتقدير : احفظ الله إن تحفظ الله تجده ... فيقدر أداة الشرط (إن) ، وجملة الشرط (تحفظ) قبل جملة الجواب أو الجزاء (تجده) ، وبعد الأمر (احفظ الله) (١).
ويقدر حذف الشرط مع الأداة فى مثل قوله : (وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ) [المؤمنون : ٩١] ، أى : لو كان معه آلهة إذا لذهب.
حذف جملة الجواب :
قد يرد التركيب الشرطىّ وقد سبقت جملة الجواب أو بعضها أداة الشرط وجملة الشرط ـ وحينئذ ـ يذكر جمهور النحاة حذف جملة جواب الشرط ، ويدل عليها ما هو مذكور ، والنحاة يشترطون حذف جملة الجواب فيما هو معلوم معنى جوابه ، كما يكون فعل الشرط المذكور ماضيا لفظا ومعنى ، ومنهم من يجيز كون فعل الشرط مضارعا حين حذف جملة الجواب.
مما سبق فيه معنى جملة الجواب جملة الشرط وأداته قول أبى صخر :
فلا تأس إن صدّت سواك ولا تكن |
|
جنيبا لخلّات كذوب المواعد (٢) |
__________________
(١) وفى مثل هذا التركيب تعليل آخر لجزم المضارع ، وهو جزمه لأنه فى جواب الطلب.
(٢) شرح السكرى ٢ ـ ٩٣٢. لا تأس : لا تحزن عليها ، إن صدت سواك : إن ذهبت إلى غيرك.
(لا) حرف نهى مبنى لا محل له من الإعراب (تأس) فعل مضارع مجزوم بعد لا الناهية ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. (سواك) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، وضمير المخاطب مبنى فى محل جر بالإضافة. (تكن) فعل مضارع مجزوم بعد لا الناهية ، وعلامة جزمه السكون. واسمه ضمير مستتر تقديره : أنت. (جنيبا) خبر تكن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (لخلات) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بجنيب. (كذوب) نعت لخلات مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، (المواعد) مضاف إلى كذوب مجرور ، وعلامة جره الكسرة.