كما يذكرون حذف جملتى الشرط والجواب معا فى مثل القول : افعل هذا إمّا لا ، أى : إن كنت لا تفعل غيره فافعله.
والقاعدة العامة أنه يجوز حذف ما دلّ عليه دليل مقالى أو مقامى.
توالى شرطين :
قد يتوالى شرطان ، ويكون ذلك فى صورتين :
إحداهما : أن يصلح الشرط الثانى جوابا للأول ، والأرجح احتسابه جواب شرطه ، نحو قوله تعالى : (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة : ٣٨]. حيث (إما) حرف شرط ، وهو (إن) الشرطية ، و (ما) التوكيدية أو التوسعية ، وجملة الشرط (يأتيّنكم هدى) ، وفعلها (يأتى) مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المباشرة فى محلّ جزم ، ويكثر توكيد الفعل المضارع بالنون بعد (إن) الشرطية الملحق بها (ما) ، وجواب جملة الشرط هو التركيب الشرطىّ (من تبع هداى فلا خوف عليهم) ، وقد صدّر بالفاء.
ومن النحاة من يرى أن جواب الشرط الثانى جواب للشرطين معا.
ومنهم من يرى أن جواب الشرط المذكور (فلا خوف عليهم) جواب للشرط الثانى ، أما جواب الأول فمحذوف ، تقديره : فإما يأتينكم منى هدى فاتبعوه ، ويكون الشرط الثانى مستقلا.
ويجوز أن تحتسب (من) اسما موصولا فى محلّ رفع ، مبتدأ ، خبره جملة (فلا خوف عليهم).
(مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللهِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) [النحل : ١٠٦]. حيث اجتمع شرطان : أولهما : من كفر ، والآخر : من شرح ، فإذا احتسبنا (من) الأولى شرطية فإن جوابها قد يكون محذوفا دل عليه جواب الثانية ، وإما أن يكون الجواب المذكور