إعراب المضارع فى جواب الطلب :
الفعل المضارع إذا وقع فى جواب الطلب وجزائه فإن فيه وجهين إعرابيين يتعلق كلّ منهما باحتساب إرادة المعنى :
أولهما : إن جعلته جزاء للطلب ، أى : أن معناه يكون مبنيا عليه فإنه يجزم ، فتقول : أدّ التمرينات الرياضية تقو على أداء عملك. حيث (تقو) فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وقد انجزم لأحد تعليلين :
١ ـ بسبب وقوعه جوابا للطلب (للأمر).
٢ ـ أو بسبب وقوعه جوابا لشرط محذوف ، والتقدير : إن تؤدّ التمرينات تقو.
والرأى الأخير يتبناه جمهور النحاة ، ولذلك فقد حمل هذا الموضوع عنوان : (الشرط بلا أداة).
فالأمر والنهى ونحوهما لا تجزم بأنفسها ، بل بشرط مقدر ؛ لأن الكلام يتمّ عليها بدون الجواب ، كقولك : زرنى ، ولا تهنّى جملة تامة ، بخلاف (إن ومن)» (١).
كيفية تقدير الشرط بعد الجملة الطلبية :
أن تقدر أداة شرط بعد الطلب (إن) ، ثم تقدر جملة الشرط مما جاء فيه من معنى الطلب ، فإذا قلت : افتح النافذة يتجدد الهواء ، فإننا نقدر : افتح النافذة ، إن تفتح النافذة يتجدد الهواء. ويكون جواب الطلب الأمرى (يتجدد) مجزوما ؛ لأنه جواب شرط محذوف.
لذلك فإن الطلب إذا كان من طريق النهى فإن الجواب يجب أن يكون أمرا مستحبّا ؛ لأن الطلب النهيىّ يقدر شرطه بنفى ، والنفى يكون لأمر غير مستحب ، فيكون جوابه أو جزاؤه مستحبا. يذكر سيبويه : «فإن قلت : لا تدن من الأسد يأكلك فهو قبيح ، إن جزمت ، وليس وجه كلام الناس ؛ لأنك لا تريد أن تجعل
__________________
(١) اللباب ٢ ـ ٤٨٢.