أما رجال الكلام فإنهم يفرّقون بينهما ، حيث يجعلون الصفة للمعنى القائم بالمحلّ ، والوصف ذكر الصفة. فالطول صفة ، وإطلاق الطول على شىء ما يكون وصفا.
قد يفرق بين النعت والصفة على أن النعت خاص بما يتغير ، كقائم وشارب ، والوصف أو الصفة لا يختصان به ؛ بل يشملان نحو عالم وفاضل (١) ، لكن الرأى إلى أن النعت والوصف مصدران مترادفان. والنعت محلّه المنعوت ، ويكون النعت معانى فى المنعوت أو فى متعلقه ، أو فيما ينسب إليه ، ويمكن أن تحصر فى جوانب دلالية ، منها :
ـ صفات ثابتة ظاهرة : نحو : الطويل ، والقصير ، والأسود ، والأحمر ، والحسن ، وحاد البصر ، وأدعج العينين ، وعريض المنكبين ، وضامر البطن ... إلخ.
ـ صفات باطنة (الغرائز) : نحو : الشجاع ، والجبان ، والكريم ، والنقى ، والجواد ، والحساس ... إلخ.
ـ صفات مكتسبة : نحو : العالم ، والفارس ، والماهر ... إلخ.
ـ فعل المنعوت : نحو : القائم ، والقاعد ، والكاتب ، والفاهم ، واللاعب ، والضاحك ، والباكى ، ... إلخ.
ـ صناعة المنعوت : نحو : الخياط ، والتاجر ، والمعلم ، والزارع ، والفلاح ، والقاضى ... إلخ.
ـ نسب المنعوت : سواء أكان من جهة جنسيته ، أو وطنه ، نحو : المصرى ، والسودانى ، والسورى ، والمغربى ، ... إلخ.
أم كان من جهة عائلته ، نحو : القرشى ، التميمى ، الباهلى ، الزياتى ، العامرى ... إلخ.
أم كان من جهة قريته أو موضع سكناه ، نحو : المنصورى ، الشهاوى ، النبراوى ، الدموهى ... إلخ.
__________________
(١) الصبان على الأشمونى على ألفية ابن مالك ٣ ـ ٥٦.