القسم الثانى : النعت السببى
هو النعت الذى لا يتوجه بمعناه إلى ذاتية المنعوت كلّها ، ولكنه يتوجه أو يصف شيئا متعلقا به أو جزءا من أجزائه ، فهو وصف بحال متعلق الموصوف ، وتركيب النعت السببى له ثلاثة أجزاء : المنعوت النحوى ، والنعت السببى ، والمنعوت المعنوى. والمنعوت المعنوىّ جزء من المنعوت النحوىّ ؛ كالوجه ، واليد ، والشعر ، والقامة ، والسمع ، والبصر ، ... أو شىء متعلق به : كالثياب ، والدرجات ، والمنزل ، والأب ، والبلد ، والموطن ... إلخ.
لذلك فإن المنعوت المعنوىّ يجب أن يتضمن ضميرا يعود إلى المنعوت النحوىّ ، كى يربط النعت بمنعوته ، فلا يكون أجنبيا عنه ، فالنعت السببىّ بمثابة شبه الجملة ، وقد يكون جملة مقلوبة الركنين ، ومن هنا لزم تضمن الضمير العائد على المنعوت ، والنعت السببى من النعت بالمفرد المشتق.
قضية المطابقة فى النعت السببى :
ذكرنا أن النعت السببىّ بمثابة الجملة ، ولأن النعت مشتقّ ؛ فإنه يكون بمثابة الجملة الفعلية ، لذلك فإنك فى تركيب النعت السببىّ تحتسب فعلا قائما مقام النعت السببىّ ، حيث يكون الفعل متقدما على فاعله ، فإذا استذكرت قوانين الجملة الفعلية فإنك تجد أن الفعل يتفق مع فاعله فى التذكير والتأنيث ، حيث يلحق بالفعل ما يفيد التأنيث مع الفاعل المؤنث ، كما لا يلحق الفعل ما يدلّ على تثنية أو جمع مع الفاعل المثنى أو المجموع ، باستثناء بعض اللغات القبلية ، فالفعل يلزم الدلالة على المفرد.
كذلكم النعت السببىّ يتفق مع منعوته المعنوىّ ـ الذى هو بمثابة فاعله والذى يذكر بعده ـ فى التذكير أو التأنيث ، ويلزم الإفراد.
أما جانبا التعريف أو التنكير والإعراب فإنه يتفق فيهما مع منعوته النحوىّ الذى يسبقه ، حيث يكون التركيب النعتى كذلك ، وحيث هما جانبان خارجان عن سمات الفعل ، فالفعل لا يعرف ولا ينكر ، كما أن إعرابه خاص به. والتخطيط التالى يوضح ذلك :