وأهل. ومنه قوله تعالى : (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) [المسد : ٤]. فنصب (حمالة) على أنه مفعول به لفعل محذوف تقديره (أذم). وقوله تعالى : (فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) [لمؤمنون : ١٤] ، بنصب (أحسن) ، وذلك على القطع ، فيكون مفعولا به لفعل محذوف ، تقديره : أعظم ، ...
ثالثا : جواز ذكر المبتدإ والجملة الفعلية المقدرين حال القطع :
إن كانت الصفة للمدح أو للذم أو للترحم وقطعت عن المنعوت وجب حذف المبتدإ ، أو الفعل الناصب وفاعله. وإن كانت لغير ذلك جاز الذكر.
ففى قولك : مررت بمحمد التاجر ؛ لك فى الصفة الأوجه الثلاثة ، مع إضمار المبتدإ (هو) ، والجملة الفعلية (أعنى) ، ولك أن تظهرهما ، فتقول : مررت بمحمد هو التاجر ، أو : أعنى التاجر. وإن كان الموصوف معلوما لدى المخاطب ؛ وكانت الصفة للمدح أو للذمّ أو للترحم جاز فيها الإتباع والقطع ، وإن كانت واحدة.
رابعا : مواضع امتناع القطع :
لا يجوز قطع النعت عن المنعوت فى المواضع الآتية :
أ ـ إذا كان النعت لمجرد التوكيد ، نحو : (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ) [الحاقة : ١٣] ، حيث (واحدة) نعت لنفخة ، وهو نعت مؤكد للعدد الواحدة.
ب ـ إذا كان النعت ملتزم الذكر ، نحو : جاؤوا الجماء الغفير ، (الغفير) نعت للجماء منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، حيث إنه أسلوب متوارث.
ج ـ إذا كان النعت لمشار به ، نحو : أعجبت بهذا المخلص ، (المخلص) نعت لاسم الإشارة (هذا) مجرور ، وعلامة جرّه الكسرة ، ولا يجوز قطع النعت عن المنعوت فى مثل هذا التركيب ؛ لأن اسم الإشارة لا بدّ له من مشار إليه حتى يتضح معناه ، فهو من الأسماء المبهمة التى تتضح بمدلول ما جاءت له ، وبذلك فإنه يكون منعوتا لا بدّ له من نعت.
د ـ إذا كان النعت خاصا بمن جرى عليه ، نحو أن تقول : هذه امرأة حامل.