ثانيا : حذف النعت :
يجوز حذف النعت إن علم. ويجعلون منه قوله تعالى : (وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً) [الكهف : ٧٩] ، والتقدير : كل سفينة صالحة ، وبدليل أن سفينة المساكين قد أعيبت حتى لا يأخذها الملك.
ومن ذلك قول عباس بن مرداس :
وقد كنت فى الحرب ذا تدرإ |
|
فلم أعط شيئا ولم أمنع (١) |
حيث يذكر الشاعر أنه لم يعط شيئا ، ثم يذكر أنه لم يمنع تماما ، إذن هو قد أعطى ، لكن العطاء لم يكن مجزيا أو مقنعا ، ولذلك تقدر صفة محذوفة لشىء حتى يستوى المعنى ، والتقدير : فلم أعط شيئا طائلا.
وقول المرقش الأكبر :
وربّ أسيلة الخدّين بكر |
|
مهفهفة لها فرع وجيد (٢) |
__________________
(١) الصبان على الأشمونى على ألفية ابن مالك ٣ ـ ٧٢ / شرح التصريح ٢ ـ ١١٩. ذا تدرإ : صاحب قوة وعدة على دفع الأعداء.
(قد) حرف تحقيق مبنى لا محل له من الإعراب. (كنت) فعل ماض مبنى على السكون ، وتاء المتكلم ضمير مبنى فى محل رفع اسم كان. (ذا) خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الستة. (تدرأ) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (فلم) الفاء تعقيبية لا محل لها. لم : حرف نفى وجزم وقلب مبنى لا محل له. (أعط) فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، مبنى للمفعول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره : أنا. (شيئا) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (ولم أمنع) مثل إعراب الجملة السابقة عليها.
(٢) الصبان على الأشمونى على ألفية ابن مالك ٣ ـ ٧١ / ارتشاف الضرب ٢ ـ ٦٠٠ / شرح التصريح ٢ ـ ١١٩. الفرع : الشعر ، الجيد : العنق.
(رب) حرف جر شبيه بالزائد مبنى لا محل له إعرابيا. (أسيلة) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة. (الخدين) مضاف إلى أسيلة مجرور ، وعلامة جره الياء. (بكر) نعت لأسيلة مجرور على اللفظ ، (مهفهفة) نعت ثان لأسيلة مجرور على اللفظ ، (لها) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر مقدم. (فرع) مبتدأ مؤخر مرفوع ، والجملة فى محل رفع ، نعت ثالث لأسيلة. (وجيد) عاطف ومعطوف على فرع ، أما خبر المبتدإ أسيلة فهو فى الأبيات التالية.