تقدم النعت على منعوته وكان المنعوت نكرة أعربت حالا ، كما هو فى قول الشاعر :
لميّة موحشا طلل |
|
يلوح كأنّه خلل (١) |
المقصود (طلل موحش) ، فموحش صفة لطلل ، فلما تقدمت عليه أصبحت حالا ونصبت. وإن تقدم النعت على المنعوت ـ وكان معرفة ـ أعرب المنعوت بدلا من النعت المتقدم. ومنه قوله تعالى : (إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (١) اللهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) [إبراهيم : ١ ، ٢] ، حيث (العزيز والحميد) صفتان للفظ الجلالة (الله) ، فلما تقدمتا عليه صارتا بدلين منه.
ومن النحاة من يعرب مثل هذه الصفات المعرفة المتقدمة صفات مقدمة.
ثالثا : إضافة الصفة إلى الموصوف :
قد تضاف الصفة إلى الموصوف ، وتصبح مضافا له موقعه الإعرابى الذى كان يحتلّه موصوفها ، ويصبح الموصوف مضافا إليها مجرورا ، من ذلك قوله تعالى : (وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَلا وَلَداً) [الجن : ٣] ، وأصله : (ربنا الجد) ، أى : العظيم ، وتكون (جد) فاعلا مرفوعا ، وعلامة رفعه الضمة ، أما (ربنا) فإنه يكون مضافا إلى جد مجرورا ، وعلامة جره الكسرة ، وضمير المتكلمين مبنى فى محلّ جر بالإضافة إلى (رب).
رابعا : تقديم معمول الصفة :
لا يجوز تقديم معمول الصفة على موصوفها ، ففى القول : هذا رجل يأكل طعامك ، حيث الجملة الفعلية (يأكل) فى محل رفع نعت لرجل ، و (طعام) مفعول
__________________
(١) (لمية) اللام : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. مية : اسم مجرور بعد اللام ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه ممنوع من الصرف. وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر مقدم. (موحشا) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة. (طلل) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (يلوح) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله مستتر تقديره : هو ، والجملة الفعلية فى محل رفع نعت لطلل. (كأنه) حرف تشبيه مبنى لا محل له إعرابيا ، وضمير الغائب مبنى فى محل نصب اسم كأن. (خلل) خبر كأن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والجملة فى محل نصب ، حال من الضمير المستتر فى يلوح.