ويناقش) صفات للموصوف (طالب) ، وقد عطفت على الأولى منها باستخدام الواو ، والفاء ، وثم.
يذكر أبو حيان : «ولما كانت المعانى متقاربة لم يكن العطف مختارا ، نحو قوله تعالى : (هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ) [الحشر : ٢٤] ، ولمّا تباعدت كان العطف مختارا ، نحو قوله تعالى : (الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (٢) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى (٣) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى) [الأعلى : ٢ ، ٣ ، ٤]. والعطف سائغ سواء أكانت النعوت متبعة أو مقطوعة» (١).
سابعا : عطف النعت بالفاء :
قد يعطف بين النعوت بحرف العطف (الفاء) لأداء إحدى الدلالتين الآتيتين :
الأولى : للدلالة على ترتيب معانى الصفات فى الوجود. من ذلك قول ابن زيّابة :
يا لهف ابن زيّابة للحارث |
|
فالصابح فالغانم فالآيب (٢) |
حيث : (الصابح ، والغانم ، والآيب) صفات للحارث ، وقد عطف بينها بالفاء للدلالة على الترتيب ، أى : الذى صبح فغنم فآب.
والأخرى : للدلالة على ترتيبها فى التفاوت. كأن يقال : خذ الأفضل فالأكمل ، فالأكمل صفة تفوق صفة الأفضل ، ولذلك استخدمت الفاء للعطف بينهما للدلالة على التفاوت بين الصفتين. وتقول : أجب عن السؤال السهل فالعسير فالأعسر.
وتقول فى المصرىّ الذى استوطن دمشق فبغداد : الرجل المصرى والدمشقى والبغدادى ؛ لأداء ترتيب الصفات. وقد تقول مستخدما العاطف (ثم) : الرجل المصرى ثم الدمشقى ثم البغدادى.
ثامنا : في ترتيب الصفات حال تعددها وتعدد موصوفاتها :
إذا تعددت النعوت ، وكان منها ما هو خاص ومنها ما هو عام ؛ فيجب أن نتبع كلّ منعوت بنعته الخاص به ، والذى لا يشركه فيه منعوتات أخرى مذكورة ؛ وبعد
__________________
(١) ارتشاف الضرب : ٢ ـ ٥٩٤.
(٢) ينظر : الجنى الدانى : ٦٥ / شرح القمولى على الكافية : ٢ ـ ٤١٧.