وقال الطبرسي : ( وأنذرهم يوم الأزفة ) (١). أي الدانية. وهو يوم القيامة ، لأن كل ما هو آت دان قريب (٢).
قال الزمخشري : والآزفة القيامة لأزوفها (٣).
وفي اللغة : الآزفة القيامة ، وإن استبعد الناس مداها (٤).
والآزفة : الدانية من قولهم أزف الأمر إذا دنا وقته (٥).
ورقة الآزفة في لفظها بانطلاق الألف الممدودة من الصدر ، وصفير الزاي من الأسنان ، وانحدار الفاء من أسفل الشفة ، والسكت على الهاء منبعثة من الأعماق ، كالرقة في معناها في الدنو والاقتراب وحلول الوقت ، ومع هذه الرقة في الصوت والمعنى ، إلا أن المراد من هذا الصفير أزيزه ، ومن هذا التأفف هديره ورجيفه ، فادناه يوم القيامة غير إدناء الحبيب ، واقتراب الساعة غير اقتراب المواعيد ، أنه دنو اليوم الموعود ، والحالات الحرجة ، والهدير النازل ، إنه يوم القيامة في شدائده ، فكانت الآزفة كالواقعة والقارعة.
٤ ـ الراجفة والرادفة ، قال تعالى : ( يوم ترجف الراجفة * تتبعها الرادفة ) (٦) وتبدأ القيامة بالراجفة ، وهي النفخة الأولى ( تتبعها الرادفة ) وهي النفحة الثانية (٧).
وهو المروي عن ابن عباس ومجاهد والحسن وقتادة والضحاك (٨).قال الزمخشري ( ت : ٥٣٨ هـ ) « الراجفة : الواقعة التي ترجف عندها الأرض والجبال وهي النفحة الأولى ، وصفت بما يحدث بحدوثها ( تتبعها الرادفة ) أي الواقعة التي تردف الأولى ، وهي النفحة الثانية ؛ أي القيامة التي يستعجلها الكفرة ، استبعاداً لها وهي رادفة لهم لا قترابها. وقيل الراجفة : الأرض والجبال من قوله ـ يوم ترجف الأرض والجبال ـ والرادفة
__________________
(١) المؤمن : ١٨. (٢) الطبرسي ، مجمع البيان : ٤|٥١٨. (٣) الزمخشري ، أساس البلاغة : ٥. (٤) ابن منظور ، لسان العرب : ١|٣٤٦. |
(٥) الطبرسي ، مجمع البيان : ٤|٥١٨. (٦) النازعات : ٦ ـ ٧. (٧) الفراء ، معاني القرآن : ٣|٢٣١. (٨) ابن كثير ، تفسير القرآن العظيم : ٤|٤٦٧. |