تفصيلياً لعملية إحداث الأصوات مع تسمياتها في المصطلح الصوتي ذلك ما قاربه وحقق القول فيه علماء الأصوات المحدثون ، وهم يسخرون لذلك أجهزة العلم الفيزولوجية ، بينما اكتشفه المسلمون والعرب بذائقتهم الفطرية الخالصة.
٣ ـ وعرضنا لتطور الصوت اللغوي في التحول التأريخي لنظام الأصوات ، ووقفنا عند التحول التركيبي الذي ينشأ عادةً نتيجة لظواهر تغيير أصوات اللغة الواحدة ، واستبدال صوت منها بصوت آخر ، مما نشأ عنه مصطلح المماثلة عند استجابته للإبدال الصوتي الموقت ، ومصطلح المخالفة فيما استجاب للإبدال الصوتي الدائم ، وبحثنا المصطلحين في شذرات أحسبها مفيدة ، وعرضنا بعد هذا الجزء ـ في ضوء تطور الصوت في المقطع أو عند المتكلم ـ لظاهرتي النبر والتنغيم ، وهما موضع عناية عند العرب من الناحية النظرية ، مع فرض توافر لحاظه المشترك في التطبيق القرآني.
٤ ـ وتناولنا نظرية الصوت اللغوي عند العرب فيما شهد بأصالته المحدثون من الأوروبيين والمستشرقين ، فكان ما توصل إليه العرب : عبارة عن المادة التخطيطية لمئات الجزئيات ، وعشرات الموضوعات الصوتية المتخصصة مما أشاروا إليه في كتبهم مفردات منظمة متناسقة مثلت نظرية الصوت في جميع المستويات الصوتية المعقدة ، ابتداءً من أجهزة النطق ، ومروراً بكل التفصيلات المضنية للأصوات ، وانتهاءً بأقيسة الزمان والمكان للصوت.
وكان الفصل الثاني بعنوان : منهجية البحث الصوتي وقد عرضنا فيه لتأريخية البحث الصوتي في منهجيته العربية المقارنة بالفكر الأوروبي الحديث مما توصل معه البحث إلى أصالة المنهجية الصوتية عند العرب بدءاً من :
١ ـ الخليل بن أحمد الفراهيدي ومدرسته الصوتية ، فرأينا الخليل ( ت : ١٧٥ هـ ) أول من وضع الصوت اللغوي موضع التطبيق الفني في مقدمة العين باعتبارها أول مادة صوتية وصلت إلينا في كتب اللغة ، وتتبعنا ذلك في أبرز إفاضات الخليل فوجدناه قد نص على تسمية كل نوع من