١٠ ـ ومن مخرج النون ، غير أنه أدخل في ظهر اللسان قليلاً لانحرافه إلى اللام : مخرج الراء.
١١ ـ ومما بين طرف اللسان وأصول الثنايا : مخرج الطاء والدال والتاء.
١٢ ـ ومما بين الثنايا وطرف اللسان : مخرج الصاد والزاي والسين.
١٣ ـ مما بين اللسان وأطراف الثنايا : مخرج الظاء والذال والثاء.
١٤ ـ ومن باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العلى : مخرج الفاء.
١٥ ـ وما بين الشفتين ، مخرج الباء والميم والواو.
١٦ ـ ومن الخياشيم ، مخرج النون الخفيفة ، ويقال الخفيفة أي : الساكنة ، فذالك ستة عشر مخرجاً » (١).
وحينما يتابع ابن جني مسيرته الصوتية في مخارج هذه الحروف ، نجده متمحضاً لها في دقة متناهية بما نعتبره أساساً لما تواضع عليه الأوروبييون باسم الفونولوجي phonology أي « التشكيل الأصواتي » أو هو النظام الصوتي في تسمية دي سوسور له وهو ما نميل إليه (٢).
ومن خلال هذا النظام نضع أيدينا على عدة ظواهر صوتية متميزة في المنهج الصوتي عند ابن جني كشفنا عنها بصورة أولية في عمل أصواتي مستقل سبقت تغطيته (٣).
وهنا نحاول فلسفتها بصورة متكاملة مقارنة بظروفها المماثلة في الفكر الصوتي الإنساني ، فيما حقق من نظام أصواتي حديث لا يختلف كثيراً عما أبداه ابن جني في الظواهر الآتية :
يتحدث ابن جني عن مصدر الصوت ، وكيفية حدوثه ، وطريق
__________________
(١) ابن جني ، سر صناعة الاعراب : ١|٥٢ ـ ٥٣.
(٢) ظ : دي سوسور ، علم اللغة العام : ٥١.
(٣) ظ : المؤلف ، منهج البحث الصوتي عند العرب : بحث.