حقّ البناء أن لا يشمل هذه الأشياء نظرا إلى الأصل لم يطلق عليها اسم الأنواع رعاية لجانب الأصل ، انتهى.
الثاني : إنّما سمّي (١) الأوّل ضمّا ، لأنّه ينشأ من ضمّ الشفتين أوّلا ، ثمّ رفعهما ثانيا ، والثاني كسرا ، لأنّه ينشأ من انجرار اللّحي الأسفل إلى أسفل انجرارا قويّا ، والثّالث فتحا ، لأنّه يتوّلد من مجرّد فتح الفم ، قاله في التصريح.
الثالث : اختلفوا في حركات الإعراب ، هل هي سابقة على حركات البناء ، أو بالعكس ، أو هما متطابقان من غير ترتيب ، والأوّل هو الأقوي قاله في التبيين (٢) ، وهو خلاف لا ثمرة له.
الخلاف في ألقاب المعربات والمبنيات ، هل يطلق كلّ منهما على الآخر : الرّابع : اختلفوا في ألقاب المعربات والمبنيّات ، هل يطلق كلّ منها على الآخر ، فيقال مثلا للمعرب مضموم ، وللمبنيّ مرفوع ، أم لا ، على ثلاثة مذاهب ، فمنهم من قال : لا يجوز إطلاق واحد منهما على الآخر ، لأنّ المراد الفرق ، وذلك يعدمه ، ومنهم من قال : يجوز مجازا ، والمجاز لا بدّ له من قرينة ، تلك القرينة تبيّنه ، ومنهم من قال : يجوز إطلاق اسم البناء على الإعراب ولا ينعكس ، قاله الشيخ بهاء الدين النحاس (٣) في تعليقه على المقرّب (٤).
وفي شرح الكافيّة للرضي ، إذا أطلق الضمّ والفتح والكسر في عبارات البصريّة ، فهي لا تقع إلا على حركات غير إعرابيّة بنائية ، كانت كضمّة حيث أو لا كضمّة قاف قفل ، ومع القرينة يطلق على حركات الإعراب أيضا ، والكوفيّون يطلقون ألقاب أحد النوعين على الآخر مطلقا ، انتهى.
«فالأوّلان» من أنواع البناء ، وهما الضّمّ والكسر «يوجدان في» كلّ واحد من «الاسم والحرف» لخفّتها بدلالتهما على شئ واحد ، وإنّما لم يوجدا في الفعل لكونها ثقلين لاحتياجهما إلى إحدي العضلتين ، أو كليهما ، والفعل ثقيل كما عرفت فلم يجمعوا بين ثقلين ، أمّا وجود الضمّ في الاسم فهو «نحو : حيث» ، وبنيت عند غير فقعس (٥)
__________________
(١) سقط سمّي في «س».
(٢) في كشف الظنون كتابان باسم التبيين ، الأوّل : تبيين النصوص في العروض ـ لحجة الدين عيسي النحوي المتوفي سنة ٦٥٠ ه. الثاني : التبيين في المعاني والبيان ليوسف بن الحسين الكرماسيّ المتوفى سنة ٧٠٦ ه. كشف الظنون ١ / ٣٤٣.
(٣) محمد بن إبراهيم بن محمد بهاء الدين ابن النحاس النحوي شيخ الديار المصريّة في علم اللسان ، لم يصنّف شيئا إلا ما أملاه شرحا للكتاب المقرّب ، مات سنة ٦٩٨ ه. بغية الوعاة ١ / ١٣.
(٤) المقرّب في النحو لأبي العباس محمد بن زيد المعروف بالنحوّي المتوفي سنة ٢٨٥ ه. كشف الظنون ٢ / ١٨٠٥.
(٥) فقعس حيّ من أسد.