وإنّما اختاروا أسماء ستّة ، لأنّ إعراب كلّ من المثنّى والمجموع ثلاثة ، فجعلوا في مقابلة كلّ إعراب اسما ، وإنّما اختاروا هذه الأسماء الستّة كمشابهتما لهما في أنّ معانيها منبئة عن التعدّد كالاخ للأخ والأب للابن مع وجود حرف صالح للإعراب في أواخرها حين الإعراب سماعا بخلاف سائر الأسماء المحذوفة الأعجاز كيد ودم ، فإنّه لم يسمع فيها من العرب إعادة الحرف ، وخصّوا ما ذكر بحالة إضافتها لتقوّي المشابهة بظهور التعدّد.
وقال أبو حيّان : والصحيح أنّها معربة بحركات مقدّرة في الحروف ، وأنّها ما قبل الآخر وللآخر ، فإذا قلت : قام أبوك ، فأصله «أبوك» بوزن فرسك ، ثمّ اتبّعت حركة الباء لحركة الواو ، فصار أبوك ، فاستثقلت الضمّة على الواو فحذفت ، وإذا قلت : رأيت أباك ، فأصله أبوك ، بوزن فرسك. قيل : فتحرّكت الواو ، وانفتح ما قبلها ، فقبلت ألفا ، وقيل ذهبت حركة الباء لتتبع حركة الواو ثمّ انقلبت الواو ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها ، فإذا قلت : مررت بأبيك ، فأصله مررت بأبوك ، على وزن فرسك ، ثمّ اتّبعت حركة الباء لحركة الواو وفصارت بأبوك ، فاستثقلت الكسرة على الواو ، فحذفت ، وسكنت ، وقبلها كسرة ، فانقلبت ياء ، كما انقلبت في ميزان.
الكلام على ابنم وامرئ : قال : وهذا الاتّباع وجد نظيره في امرئ وابنم على أجود اللغتين فيهما فتقول : هذا ابنم وامرؤ ، ورايت امرء وابنما ، ومررت بابنم وامرئ.
وهذا مذهب البصريّين ، وذهب الكوفيّون إلى أنّ امرء وابنما معربان من مكانين ، فالحركة في الرّاء والنّون ليست اتباعا لحركة الهمزة والميم.
واللغة الأخري فيهما فتح الرّاء والنون في الأحوال الثلاثة ، ولم يسمع بتأنيث ابنم ، ولا بجمعه بالواو والنّون ولا بتكسيره ، قال : وهذا المذهب من اتّباع ما قبل الآخر للآخر هو مذهب سيبويه والفارسيّ والجمهور من البصريّين وأصحابنا ، انتهى.
قال الدمامينيّ : ولا خفاء بما في هذا التقدير من التكلّف للإتيان بما يوجب زيادة النقل من غير داع إليه.
ما وجد بيد إليهود بخط علي (ع) ، كتبه علي بن أبو طالب : تنبيه : لا يرد على ما تقرّر ما وجد بيد إليهود بخطّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (ع) كتبه علي بن أبو طالب (١) قيل : لأنّ خطّه ذلك (ع) كان بالكوفيّ ، والياء فيه قريبة من الواو في الشكل ، فاشتبه
__________________
(١) كتبه علي بن أبو طالب سقطت في «ط».