على من قرأ خطّه (ع) الياء بالواو ، فظنّها واوا ، وإنّما هي ياء ، وهذا الخطّ المعروف الآن إنّما هو حادث. قال ابن خلّكان : أوّل من نقل هذه الطريقة من الخط الكوفيّ وأبزارها في هذه الصورة عليّ بن مقلة الوزير (١). انتهى.
وقيل بل هي ياء (٢) ، وهو محمول على الحكاية ، وعليه حديث قابل بن حجر من محمد رسول الله (ص) إلى شيخ المهاجرين أبو أمية (٣). قال ابن الورديّ (٤) في شرح النفحة الورديّة (٥) : وعندي أنّ الواو في أبو هنا إنّما هي تنبيه على الأصل في الخطّ ، ولا ينطق بها في اللفظ ، كالواو في الصلوة والزكوة ، فاعرفه فهو حسن ، انتهى.
وفي شرح الكافية لابن مالك : يمكن أن يكون من الحكاية ما كتب بواو في خطّ الصحابة ، فلان ابن أبو فلان بالواو ، كأنّه قال : فلان ابن المقول فيه أبو فلان.
والمختار عند المحقّقين أن يقرأ بالياء ، وإن كان مكتوبا بالواو ، كما تقرأ الصلوة والزكوة بالألف ، وإن كانتا مكتوبين بالواو وتنبيها على أن المنطوق منقلب عن واو ، انتهى.
وقال الشيخ خالد الأزهريّ (٦) في التصريح : وعندي أن تقرأ بالواو لوجهين : أحدهما أنّ الفرض أنّه محكيّ ، وقراءته بالياء تقوّي ذلك بخلاف الصلوة والزكوة ، فإنّهما غير محكيين. والثاني : أنّه يحتمل أن يكون وضع بالواو ، فيكون من استعمال الاسم على أوّل أحواله وذلك لا يغيّر ، انتهى.
«و» الثاني والثالث : «المثنّى والجمع المذكّر السالم» وملحقاتهما ، فتلخّص أنّ المثنّى يرفع بالألف والجمع بالواو ، وكلاهما يجرّان وينصبان بالياء نيابة عن الحركات الثلاث ، وكذا ملحقاتهما ، وإنّما أعربا بذلك ، أعني بالحروف ، لأنّهما فرعا الواحد ، وفي آخرهما حرف يصلح للإعراب ، وهو علامة التثنية والجمع ، فناسب أن يجعل ذلك الحرف إعرابهما ، ليكون إعرابهما (٧) فرعا لإعرابه ، كما أنّهما فرعان له ، لأنّ الإعراب بالحروف فرع الإعراب بالحركات ، واختصّ المثنّى في الرفع بالألف ، والمجموع فيه
__________________
(١) ما وجدت ترجمه حياته.
(٢) في «ح» هي واو.
(٣) أبي أميّة في «ح».
(٤) ابن الوردي هو زين الدين عمر المعروف بابن الوردي ولد ٦٨٩ ه في معّرة النعمان في عهد الانحطاط ، وكتب في التاريخ والنحو والشعر ، وتوّفي في حلب سنة ٧٤٩ ه. الجامع في تاريخ الادب العربي ١ / ١٠٤٨.
(٥) النفحة الوردية ـ في النحو ، منظومة لابن الوردي شرحها عبد الشكور. كشف الظنون ٢ / ١٩٦٩.
(٦) خالد بن عبد الله الأزهري ، نحوي من أهل المصر ، له «المقدمة الأزهرّية في العربية» و «موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب» و «التصريح بمضمون التوضيح» و... مات سنة ٩٠٥ ه. الأعلام للزركلي ٢ / ٣٣٨.
(٧) ليكون إعرابها محذوف «ط».