الكلام على عرفات : تنبيهات : الأوّل : قيل يرد عليه نحو : عرفات من قوله تعإلى : (فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ) [البقرة / ١٩٨] لكونه غير منصرف ، وجرّه بالكسرة ، وقد يجاب بأنّا لا نسلم أنّ عرفات غير منصرف ، بل منصرف كما صرّح به الزمخشريّ وغيره ، أو يوصف بالانصراف وعدمه ، كما ذهب إليه بعضهم ، قاله الدمامينيّ في شرح التسهيل.
قال بعض المحقّقين : والأوجه أن يجاب بأن الغرض ، كما هو ظاهر ، بيان غير منصرف من حيث إنّه غير منصرف ، وجرّ مثل عرفات بالكسرة على القول : بأنّه غير منصرف ، كما ذهب إليه الجمهور ، واختاره ابن الحاجب وابن مالك وغيرها ليس من هذه الحيثيّة ، بل هو من حيث إنّه كان في الأصل يجرّ بالكسرة ، فقصد استصحاب ذلك الحكم ، انتهى.
الثاني : قال بعضهم : الّذي لا يندفع مثل جوار من نحو : مررت بجوار ، فإن الفتحة ليست علامة للجرّ نيابة عن الكسرة لا لفظا ولا تقديرا ، وإلا كان مفتوحا لفظا لخفّته ، انتهى.
وأجيب بأنّ الفتحة مقدّرة ، وإن كانت في نفسها خفيفة ، لكنّها لمّا كانت هنا نائبة عن الكسرة الّتي حقّ هذه الكلمة أن تعرب بها ، والكسرة على الياء ثقيلة بلا شكّ ، أعطي نائبها ، وهو الفتحة ، حكمها في الاستثقال ، فقدّرت على أنّ المفهوم من كلام المصنّف ، فيما سيأتي ، أنّ المقدّر هنا في حالة الجرّ هي الكسرة لا الفتحة ، كما ستراه.
علامة الجزم
ص : وعلامتها الجزم : السكون ، والحذف ، فالسكون في المضارع صحيحا ، والحذف فيه معتلا ، وفي الأفعال الخمسة.
ش : «وعلامتا الجزم» وهو حذف الحركة أو الحرف للجازم اثنتان (١). أصالة ونيابة ، إحداهما : «السكون» وهو حذف الحركة ، وهو الأصل ، لذا قدّمه. والثانية : الحذف وهو إسقاط حرف العلة أو النون للجازم ، وهو فرع نائب عن السكون ، إذ الأصل في الإعراب أن يكون بالحركات أو بالسكون ، ومتى كان بالحروف أو «بالحذف» كان على خلاف ذلك.
__________________
(١) سقط اثنتان في «ح».