ص : الحديقة الثانية : فيما يتعلّق بالأسماء.
الاسم : إن أشبه الحرف فمبنيّ وإلا فمعرب. والمعربات أنواع : الأوّل ما يرد مرفوعا لا غير ، وهو أربعة :
ش : الحديقة الثانية فيما يتعلّق بالأسماء ، وذكر غيرها من الأفعال والحروف استطرادا ، وضرورة تعلّق الأسماء بها كما ستراه ، إن شاء الله تعالى.
المعرب والمبنيّ وأسباب البناء
«الاسم» ضربان ، معرب ومبنيّ ، لأنّه «إن أشبه الحرف» شبها قويا يدنيه منه في وصفه أو معناه أو استعماله أو افتقاره أو إهماله أو لفظه «فمبنيّ ، وإلا» يشبه الحرف ، بأن سلم من شبهه «فمعرب».
هذا مذهب ابن مالك ، وتعقبه أبو حيّان بأنّ الناس ذكروا للبناء أسبابا غير ذلك ، وأجيب بأنّه لم ينفرد به ، فقد نقله جماعة عن ظاهر كلام سيبويه ، ونقله ابن القواس (١) عن أبي على الفارسيّ وغيره ، وصرّح به ابن جنيّ في الخصائص وأبو البقاء في التعلى ق (٢) ، وابن السرّاج في الأصول ، والزّجاجيّ في الجمل.
وذكر بعض شراحه أنّه مذهب الحذّاق من النّحويّين ، وذهب الزمخشريّ والجزوليّ (٣) وابن معط وجماعة آخرون إلى أنّ سبب البناء ليس الشبه المذكور وحده ، بل والوقوع موقع المبنيّ ، ومناسبة المبنيّ ، والإضافة إلى المبنيّ.
__________________
(١) لعلّه ابن القواس (عبد العزيز بن جمعة) النحويّ صاحب شرح الكافية علاء الدين بن علي الأربلي ، جواهر الأدب ، الطبعة الأولى ، دار النفائس ، بيروت ، ١٤١٢ ه ، ص ٢٠٩.
(٢) التعليق في الخلاف من تصانيف ابو البقاء العكبري.
(٣) الجزولي هو أبو موسى عيسى بن يللبخت قرأ على ابن بريّ كتاب الجمل للزجاجي ، وجرى فيها بحث نتج عنه مقال طويل جعله مؤلفا «المقدّمة» ومات سنة ٦٠٥ ه. محمد الطنطاوي ، نشأة النحو ، الطبعة الأولى ، بيروت ، عالم الكتب ، ١٤١٧ ه. ص ١٣٧.