وقال محمد بن يعقوب في القاموس : قولهم : لا غير لحن غير جيّد ، لأنّ لا غير كذا مسموع في قول الشاعر [من الطويل] :
٨٢ ـ جوابا به تنجو اعتمد فو ربّنا |
|
لعن عمل أسلفت لا غير تسأل (١) |
وقد احتجّ به ابن مالك في باب القسم من شرح التسهيل ، وكأنّ قولهم لحن مأخوذ من قول السيرافيّ : الحذف إنّما يستعمل إذا كانت إلا وغير بعد ليس ، ولو كان مكان ليس غيرها من ألفاظ الجحد ، لم يجز الحذف ، ولا يتجاوز بذلك مورد السماع ، انتهى كلامه. وقد سمع. انتهى ، ولا هذه للتبرئة كما صرّح به الرضيّ. والظاهر من كلام المفتاح والتلخيص أنّها عاطفة.
الفاعل
ص : الأوّل : الفاعل : وهو ما أسند إليه العامل فيه قائما به ، وهو ظاهر ومضمر ، فالظاهر ظاهر ، والمضمر : بارز أو مستتر ، والاستتار يجب في الفعل في ستّة مواضع : فعل الأمر للواحد المذكّر ، والمضارع المبدوّ بتاء الخطاب ، للواحد أو بالهمزة أو بالنون ، والفعل الاستثنائي وفعل التعجّب ، وألحق بذلك : زيد قام أو يقوم ، وما يظهر في بعض هذه المواضع ، كأقوم أنا ، فتأكيد للفاعل كقمت أنا.
تبصرة : وتلازم الفعل علامة التأنيث إن كان فاعله ظاهرا حقيقيّ التأنيث كقامت هند. أو ضميرا متصلا مطلقا كهند قامت ، والشمس طلعت ، ولك الخيار مع الظاهر اللفظيّ كطلعت أو طلع الشمس ، ويترجّح ذكرها مع الفصل بغير إلا نحو : دخلت أو دخل الدّار هند ، وتركها مع الفصل بها نحو : ما قام إلا أمراة ، وكذا في باب نعم وبئس ، نحو : نعم المراة هند.
مسألة : والأصل في الفاعل تقدّمه على المفعول ، ويجب ذلك إذا خيف اللّبس ، أو كان الفاعل ضميرا متّصلا ، والمفعول متأخّرا عن الفعل ، ويمتنع إذا اتّصل به ضمير المفعول ، أو اتّصل ضمير المفعول بالفعل وهو غير متّصل ، وما وقع منهما بعد إلا أو بعد معناها وجب تأخيره.
ش : «وهو» أي «ما يرد مرفوعا لا غير أربعة ، الأوّل : الفاعل» ، وبدأ به لكونه الأصل في استحقاق الرفع عند الأكثر ، وقيل : الأصل هو المبتدأ. قال ابن يعيش : ذهب سيبويه وابن السّراج إلى أنّ المبتدأ هو الأصل في استحقاق الرفع ، وغيره من المرفوعات
__________________
(١) لم يسم قائله.