١٢٨ ـ وما كلّ من يبدي البشاشة كائنا |
|
أخاك إذا لم تلفه لك منجدا (١) |
وقوله [من الطويل] :
١٢٩ ـ قضى الله يا أسماء أن لست زائلا |
|
أحبّك حتى يغمض العين مغمض (٢) |
والمصدر كقوله [من الطويل] :
١٣٠ ـ ببذل وحلم ساد في قومه الفتى |
|
وكونك إيّاه عليك يسير (٣) |
وكلّها لا يستعمل منها اسم مفعول ، وأمّا قول سيبويه : وهو مكون لله. فيقال : إنّ ابن جنيّ سأل عنه شيخه أبا على الفارسيّ؟ فقال : ما كلّ داء يعالجه الطبيب.
معنى التصرّف في الأسماء : تنبيه. كلّ من التصرّف وعدمه يكون في الأفعال وفي الأسماء ، والتصرّف في الأفعال اختلاف أبنية الفعل باختلاف المعاني كضرب ، يضرب اضرب ، وعدمه أن يلزم صيغة واحدة منها كليس ودام في هذا الباب ، وعسى في أفعال المقاربة ، وهب وتعلم في باب ظنّ ، وخلا وعدا وحاشا في باب الاستثناء ، وصيغ التعجّب الثلاث ، ومنها نعم وبئس وحبّذا ، وسيأتي في أبوابها ، ومنها قلّ النافية ، وتبارك ، وسقط في يده ، وهدّك من رجل ، وينبغي في الأشهر ، وهلّم ، على القول بأنّه أمر ، وعم صباحا وأرحب.
والتصرّف في الأسماء أن تستمل بوجوه الإعراب فتكون مبتدأ وفاعلا ومفعولا ومضافا ومضافا إليه ونحوه ، وعدمه أن يقتصر به على بعض ذلك كاقتصارهم في أيمن على الرفع بالابتداء ، وسبحان الله على النصب بالمصدريّة ، وبعض الظروف على النصب بالظرفية أو الجرّ بمن كما يأتي في باب الإشارة ، إن شاء الله تعالى.
جواز حذف نون مضارع كان المجزوم بالسكون : هاتان «مسألتان» : الأولى : «تختصّ كان» دون أخواتها «بجواز حذف نون مضارعها المجزوم بالسكون» تخفيفا لكثرة الاستعمال وشبه النون بحرف العلّة نحو قوله تعالى : (قالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا) [مريم / ٢٠] ، أصله أكون ، حذفت الضمّة للجازم والواو لالتقاء الساكنين ، ثمّ النون للتخفيف ، والحذفان الأوّلان واجبان ، والثالث جائز ، بخلاف نحو : (مَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ) [القصص / ٣٧] ، ونحو : وتكون لكما الكبرياء ،
__________________
(١) لم يسمّ قائل البيت. اللغة : يبدي : يظهر ، البشاشة : طلاقة الوجه ، تلفه : تجده ، منجدا : مساعدا.
(٢) البيت للحسين بن مطير الأسدي. قالها في صاحبته أسماء ، اللغة : قضي أي حكم وقدّر ، والمراد من مغمض : الموت.
(٣) هذا البيت من الشواهد الّتي لم ينسبوها إلى قائل معيّن.