«و» الرابع : «عكس» وجه «الأوّل» ، أي رفع الأوّل على أنّه اسم لكان محذوفة مع خبرها ونصب الثاني بفعل لائق ، تقديره فيجزون ، أو خبرا لكان محذوفة ، أي إن كان في عملهم خير فيجزون خيرا ، أو فيكون الجزاء أو جزاؤهم خيرا ، إن كان معه سيف فيكون ما يقتل به سيفا.
«و» الوجه «الأوّل أقوي» الوجوه الأربعة ، لأنّ فيه إضمار كان واسمها بعد إن واضمار المبتدإ بعد فاء الجزاء ، وكلاهما كثير مطّرد ، «و» الوجه «الأخير أضعف» الوجوه ، لأنّ فيه حذف كان وخبرها بعد إن ، وحذف الناصب أو كان مع اسمها بعد الفاء ، وكلّه قليل غير مطّرد ، ولذلك لم يذكره سيبويه ، وذكر الثلاثة. «و» الوجهان «المتوسّطان» بين الأقوي والأضعف أعني الأوّل والأخير «متوسّطان» بين القوّة والضعف لاشتمال كلّ منهما على أحد الكثيرين وأحد القليلين ، وظاهر كلامه أنّ هذين الوجهين متكافئان ، وهو كذلك عند الشلوبين ، وقال ابن عصفور : ورفعهما أولى.
وقوع افعل في الكلام لا بمعنى تفضيلية بعد المشاركة : تنبيهات : الأوّل : تعبيره بأقوي وأضعف يقتضي قوة الثلاثة ، وضعفها لاقتضاء أفعل التفضيل المشاركة والزيادة ، فيلزم التناقض ، وهو كثير في عباراتهم ، فينبغي تشريك أفعل في ذلك بما لا مشاركة فيه ، فيكون الأقوي والأضعف بمعنى القويّ والضعيف ، كما قيل في قوله تعالى : (وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) [الروم / ٢٧] ونحوه.
وقال بعضهم : إنّ أفعل قد يقصد به تجاوز صاحبه وتباعده عن الغير في الفعل لا بمعنى تفضيله بعد المشاركة في أصل الفعل ، فيفيد عدم وجود أصل الفعل في الغير ، فيحصل كمال التفضيل ، وهو المعنى الأوضح في أفعل وصفاته تعالى ، وبهذا المعنى ورد قوله تعالى حكاية عن يوسف الصدّيق (رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَ) [يوسف / ٣٣] ، وقول علي (ع) : لأن أصوم يوما من شعبان أحبّ إلى أن أفطر من رمضان (١) ، انتهى.
الثاني : إذا لم يصحّ تقدير فيه أو معه ونحوهما في المسألة ، تعيّن نصب الأوّل خبرا لكان ، نحو : أسير كما تسيران ، إن راكبا فراكب ، وإن راجلا فراجل. أي إن كنت راكبا فأنا راكب ، وإن كنت راجلا ، فأنا راجل ، وربّما جرّ مقرونا بإلا أو بأن وحدها ، إن عاد اسم كان إلى مصدر متعدّ مجرور بحرف ، نحو : المرء مقتول بما قتل ، إن سيف فسيف ، أي إن كان قتله بسيف ، فقتله أيضا بسيف. وحكى عن يونس : مررت
__________________
(١) الشيخ الحر العاملي ، وسائل الشيعة ، ج ١٠ ، موسسة آل البيت ، رقم ١٢٧٣.