١٣٨ ـ سراة بني أبي بكر تسامى |
|
على كان المسوّمة العراب (١) |
الأحرف المشبهة بالفعل
ص : الثاني : الأحرف المشبّهة بالفعل ، وهي : إنّ وأنّ وكأنّ وليت ولكنّ ولعلّ ، وعملها عكس عمل كان ، ولا يتقدّم أحد معموليها عليها مطلقا ، ولا خبرها على اسمها ، إلا إذا كان ظرفا أو جارّا ومجرورا ، نحو : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً). وتلحقها ما [الزائدة] فتكفّها عن العمل ، نحو : إنّما زيد قائم ، والمصدر إن حلّ محلّ إنّ ، فتحت همزتها ، وإلا كسرت ، وإن جاز الأمران ، جاز الأمران. نحو : (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا) و (قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ) ، وأوّل قولي إنّي أحمد الله ، والمعطوف على أسماء هذه الحروف منصوب ، ويختصّ إنّ وأنّ ولكنّ بجواز رفعه بشرط مضيّ الخبر.
ش : النّوع «الثاني» من أنواع النواسخ «الأحرف المشبّهة بالفعل» ، ووجه شبهها به إمّا لفظا ، فمن حيث كونها على ثلاثة أحرف فصاعدا ، وليست على حرفين كهل وبل ، ولا حرف واحد كالواو ، وإلى هذا أشار ابن الخشّاب بقوله : ليست مهلهلة النسج ولا سخيفة التإليف. ولبنائها على الفتح مثله ، وإمّا معنى ، فلأنّ معانيها معاني الأفعال مثل : أكّدت وشبّهت واستدركت وتمنّيت وترجّيت ، وتسمّي أيضا بالنواسخ إطلاقا لاسم الأعمّ على الأخصّ.
«وهي» ستّة ، وعدّها سيبويه خمسة باسقاط «أنّ» المفتوحة ، لأنّها فرع المكسورة ، وتبعه ابن مالك في التسهيل ، وأورد أنّ قضيّة هذا أن لا تعدّ كأنّ ، فإنّ أصل كأنّ زيدا الأسد ، إنّ زيدا كالأسد ، فقدّمت الكاف فصار كأنّ ، وأجاب بأنّ أصل كأنّ منسوخ لاستغناء الكاف عن متعلّق إنّ بكسر الهمزة وفتح النون مشدّدة ، وأنّ بفتح الهمزة والنون مشدّدة ، وبنو تميم تقول : عنّ وتسمّى عنعنة تميم (٢) ، وهما لتأكيد الحكم ونفي الشكّ عنه والإنكار له ، ومن ثمّ لا يؤتي بهما إلا عند تردّد السامع في الحكم أو إنكاره ، لا إذا كان خإلى الذهن عن الحكم والتردّد فيه ، ويفترقان من حيث إنّ إنّ المكسورة لا تغيّر مدخولها إذا كان جملة ، وأنّ المفتوحة تغيّرها في تأويل المفرد ، ولهذا تقع الجملة المقرونة بها في موضع الفاعل والمفعول والمجرور ، فتؤوّل بمفرد.
__________________
(١) أنشد الفرّاء هذا البيت ولم ينسبه إلى قائل ، ولم يعرف العلماء له قائلا. اللغة : السراة : جمع سري وهو العزيز والشريف. تسامى : أصله تتسامى ، بتاءين ، فحذف إحدهما تخفيفا ، المسومة : الخيل الّتي جعلت لها علامة ثمّ تركت في المرعى ، العراب : خيل عراب : خلاف البراذين. وإبل عراب : خلاف البخاتي.
(٢) عنعنة تميم : إبدالهم العين من الهمزة ، يقولون «عن» موضع «أن».