١٤٣ ـ إذا اسودّ جنح اللّيل فلتأت ولتكن |
|
خطاك خفافا إنّ حراسنا أسدا (١) |
وقوله [من الرجز] :
١٤٤ ـ كأنّ أذنيه إذا تشوّفا |
|
قادمة أو قلما محرّفا (٢) |
وقوله [من الرجز] :
١٤٥ ـ |
|
* يا ليت أيام الصّبار رواجعا (٣) * |
وحكى يونس : لعلّ أباك منطلقا ، ولا يرد ذلك على قضيّة كلام المصنّف لأنّه قليل ، والجمهور على إنكار ذلك ، وتأويل الشواهد : فالقعر في الحديث مصدر قعرت الشيء ، إذا بلغت قعره ، وسبعين ظرف ، أي أنّ مدّة بلوغ قعرها يكون في سبعين عاما ، وباقي المنصوبات حال ومفعول ، أي تلقاهم أسدا ، ويحكى ان قادمة ، وأقبلن رواجعا ، ويوجد منطلقا. قال ابن هشام : ولا يقدّر في هذين تكون ويكون ، كما ذهب إليه الكسائي لعدم تقدّم إن ولو الشرطيتين ، وفيه نظر.
عدّ بعضهم من أخوات إنّ عسى : تنبيه : عدّ بعضهم من أخوات أنّ عسى ، لعملها عمل أنّ في لغة ، فهي بمعنى لعلّ ، وشرط اسمها حينئذ أن يكون ضميرا ، كقوله [من الطويل] :
١٤٦ ـ فقلت عساها نار كأس وعلّها |
|
تشكّى فآتي نحوها فأزورها (٤) |
وهي حينئذ حرف وفاقا للسيرافيّ ، ونقله عن سيبويه خلافا للجمهور في إطلاق القول بفعلى تها ، ولابن السّراج في إطلاق القول بحرفيّتها. قاله في الأوضح ، ولا يردّ ذلك على قضية كلام المصنّف لشذوذه أو لذهابه إلى ما ذهب إليه المبرّد والفارسيّ من أنّها باقية على إعمالها عمل كاد ، ولكن قلب الكلام ، فجعل المخبر عنه خبرا وبالعكس.
فإن قلت قد ردّ قولهما باستلزامه في قوله [من الرجز] :
١٤٧ ـ ... |
|
يا أبتا علّك أو عساكا (٥) |
الاقتصار على فعل ومنصوبه دون مرفوعه ، لا نظير لذلك. قلت : قال ابن هشام :
لهما أن يجيبا بأنّ المنصوب هنا مرفوع في المعنى إذ مدّعاهما أنّ الإعراب قلب ، والمعنى بحاله ، انتهى.
__________________
(١) هو لعمر بن أبي ربيعة. اللغة : جنح الليل : طائفة من الليل ، الخطي : جمع خطوة : ما بين القدمين ، الخفاف : من الخفة : ضدّ الثقل.
(٢) هو لمحمد بن ذؤيب. اللغة : تشوفا : من تشوّف بمعنى اطّلع أو تطاول ونظر ، القادمة : إحدى ريشات عشر كبار ، أو إحدى أربع في مقدّم الجناح (ج) القوادم.
(٣) نسب الرجز لرؤبه وللعجاح. اللغة : الصبا : الصغر والحداثة ، الرواجع : جمع راجع.
(٤) البيت لصخر بن العود الخضرمي. اللغة : كأس : اسم امرأة.
(٥) صدر البيت : تقول بنتي قد أنى أناكا ، والرجز لرؤبة أو العجاج.